هل ينجح مخطط نتنياهو لفرض “حكومة عسكرية” في غزة؟
أبين ميديا/ متابعات
تعمل إسرائيل على مخطط لحكومة عسكرية في غزة بعيدًا عن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وذلك بالتعاون مع شركات خارجية ستتعامل مع قضايا المساعدات الإنسانية، وهو الأمر الذي يتوافق مع مطالبات الأحزاب اليمينية بائتلاف بنيامين نتنياهو، بحسب ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية.
ووفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن “الجيش الإسرائيلي يعمل على تعميق سيطرته على أراض داخل قطاع غزة وتوسيع المحاور وإنشاء مواقع عسكرية وبؤر استيطانية، لضمان تطبيق الحكم العسكري بالقطاع”.
وأوضحت الصحيفة أن “هذا يأتي على خلفية تغييرين مهمين، هما استبدال وزير الدفاع يوآف غالانت الذي كان معارضًا للحكم العسكري الإسرائيلي في غزة، وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية”.
عوائق رئيسة
ويرى الخبير في الشأن السياسي، جهاد حمد، أن “إسرائيل تواجه عوائق رئيسة لإتمام هذا المخطط بشكل علني، ما يدفعها لتنفيذه بشكل غير معلن، بما يفرض وقائع على الأرض تحول دون وقفه”.
وقال حمد في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إن “أول المعوقات هو الرفض الدولي والإقليمي لمثل هذا المخطط، خاصة أن هناك رفضًا صريحًا من المجتمع الدولي لإعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، ومطالبات بضرورة سحب جيشها من القطاع”.
وأشار إلى أن “العامل الثاني هو عدم رغبة إسرائيل بتحمل الأعباء المدنية والإنسانية المتعلقة بسكان القطاع، حيث ترغب في حكم أمني وعسكري بعيدًا عن أي تكاليف، وهو الأمر الذي لا يمكن تطبيقه، خاصة مع رفض حكومة نتنياهو أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة”.
ويتمثل ثالث المعوقات، وفق المحلل السياسي، في المخالفة الصريحة لمثل هذا المخطط للقانون الدولي والإنساني، وهو ما يتيح صدور قرارات دولية ضد إسرائيل ومطالبات من المحاكم الدولية بالتراجع عن الخطة، متابعًا: “قد تتطور الأمور لإصدار مذكرات اعتقال ضد قادة الحكومة”.
ولفت إلى أن “العامل المعرقل الرابع هو أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لن يسمح بتمرير مثل هذا المخطط دون موافقته، بالرغم من انسجامه مع مخططات اليمين الإسرائيلي، خاصة أنه يحتاج لبدء ولايته بالتوصل لسلسلة من الاتفاقيات التي تعزز حكمه وترفع من شعبيته محليًا ودوليًا”.
السيطرة المباشرة
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، تيسير عابد، أنه “من المستبعد أن تنفذ إسرائيل خطة عسكرية مباشرة للحكم والسيطرة على قطاع غزة بالكامل، أو إنشاء حكومة عسكرية موالية لها”، مبينًا أن إسرائيل تبحث عن طرق ووسائل غير مباشرة.
وقال عابد لـ”إرم نيوز” إن “إسرائيل تريد حكومة تنوب عنها لحكم القطاع، وتعمل بإشرافها وتحت مراقبتها، وهي تحاول منذ أكثر من عام مع العشائر وشخصيات معارضة لحركة “حماس” كما أنها تبحث إمكانية دخول قوات عربية ودولية لغزة”.
وأوضح أن “الحكومة الإسرائيلية تتعامل بحذر مع أي خطوات تجاه غزة خشية من تفسيرها قانونيًا على أنها إعادة احتلال ما يحملها مسؤوليات كبيرة للغاية”، مبينًا أن ذلك يتعارض مع مخططات الرئيس الأمريكي الجديد.
وتابع أنّ “إسرائيل تتجنب أن تقع في فخ عودة سيطرتها العسكرية المباشرة على القطاع ما يجبرها على تحمل مسؤوليات قانونية واقتصادية وسياسية”، لافتًا إلى أن الحل الوحيد لديها هو تسليم الحكم إلى جهة إقليمية أو دولية، خاصة في ظل عدم وجود أي طرف فلسطيني يقبل بمخططات إسرائيل.
وختم بقوله إنّ “الحكومة العسكرية مخطط غير واقعي ولا يمكن تحقيقه، والحل الوحيد أمام إسرائيل هو العمل مع الأطراف الدولية والإقليمية من أجل التوصل لاتفاق شامل، يعيد رسم خريطة المنطقة ويحول دون مواجهة جديدة في ”
إرم نيوز