محطات الغاز في أبين.. قنابل موقوتة تهدد حياة المواطنين

 

سالم حيدرة صالح

أصبحت محطات تعبئة الغاز المنزلي المنتشرة في مديريات محافظة أبين تمثل تهديدا حقيقيا على حياة السكان، نظرا لخطورتها وموقعها داخل المناطق السكنية والأسواق المكتظة، دون أن تخضع للرقابة أو التنظيم اللازمين.

هذه المحطات التي أنشأها مالكوها في قلب الأحياء المزدحمة، تسببت في كوارث عديدة، أبرزها انفجار صهريج الغاز في محطة اللكيدة بمنطقة باتيس مديرية خنفر، والذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، إضافة إلى حادثة محطة لودر التي خلفت ضحايا بين قتيل وجريح.

وتزايدت مطالب الشخصيات الاجتماعية وممثلي منظمات المجتمع المدني بنقل هذه المحطات إلى أماكن آمنة بعيداً عن المناطق السكنية، إلا أن الجهات المعنية، بما فيها السلطات المحلية، ما زالت تتجاهل هذه المطالب رغم خطورة الوضع.

وفي مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، تستمر معاناة السكان مع توسع محطات الغاز، مثل المحطة الواقعة على الشارع العام قرب جولة الكوز، وأخرى بالقرب من مطعم عيسى. ورغم التوجيهات الصادرة من محافظ أبين بنقل هذه المحطات خارج المدينة، لم تنفذ أي خطوات عملية حتى الآن.

وفي مديرية لودر، ناشد المواطنون مراراً وتكراراً السلطة المحلية بنقل محطة الغاز الموجودة وسط منطقة العين، نظراً للمخاطر الكبيرة التي تشكلها على السكان، خاصة بعد الحوادث السابقة التي أودت بحياة العديد من الأبرياء، لكن تلك المناشدات قوبلت بالتجاهل.

قال مواطنون بمدينة زنجبار، في تصريحات متفرقة لـ”الأيام”، إن محطات تعبئة الغاز المنزلي أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على حياتهم، في ظل سكوت وتقاعس السلطات المحلية والأجهزة الأمنية عن أداء مهامها، وعدم اتخاذ خطوات لنقل هذه المحطات إلى خارج المدينة.

وأشار المواطنون إلى وجود توجيهات واضحة من قبل محافظ أبين، أبوبكر حسين سالم، بضرورة نقل هذه المحطات إلى مواقع آمنة خارج المناطق السكنية، إلا أن السلطات المحلية لم تنفذ تلك التوجيهات، متسائلين عن الأسباب وراء ذلك، وهل ينبغي انتظار وقوع كارثة قبل التحرك؟

ولفتوا إلى أن المواطنين باتوا يعيشون حالة من الخوف على حياتهم، خاصة مع وجود بعض المحطات بالقرب من المطاعم والمناطق المزدحمة التي يرتادها الكثيرون، دون أي اكتراث بخطورتها. وطرحوا تساؤلاً: هل سيشهد الأمر صحوة ضمير إنساني، أم ستظل الأمور على حالها؟

وقال المواطن أحمد عبدالله محمد إن محطات الغاز المنزلي الواقعة في الأسواق تمثل “قنبلة موقوتة”، وإن آثارها قد تكون كارثية ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة من قبل السلطات المحلية والأجهزة الأمنية لنقلها إلى أماكن آمنة.

وأضاف، في حديثه لـ “الأيام”، أن الحوادث المتكررة التي شهدتها أبين بسبب محطات الغاز المنزلي يجب أن تكون درساً يستفاد منه لتجنب المزيد من الكوارث والمآسي.

وأشار إلى أن ما يثير الاستياء هو وجود بعض محطات الغاز في قلب مدينة زنجبار، وبين السكان، دون أي تحرك من الجهات المعنية لوقف هذا الخطر. وتساءل: هل ستقوم السلطات ذات العلاقة بمهامها وتنقل هذه المحطات قبل وقوع الكارثة؟

من جانبه، أوضح المواطن حسان محمود صلاح أن السكان يعيشون في خوف دائم بسبب محطات الغاز المنتشرة في الأماكن العامة وبجوار المطاعم، وطالب بنقل هذه المحطات فوراً لتفادي أي كارثة محتملة.

وأضاف أن محافظة أبين تعاني من مسؤولين لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية، غير مبالين بحياة المواطنين المغلوبين على أمرهم، ولم يحركوا ساكناً لوقف هذا الخطر الذي يهدد الجميع.

أما المواطن علي عبدالله من منطقة العين بلودر، فقد أكد أن أهالي المنطقة ناشدوا مراراً وتكراراً السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في مديرية لودر لنقل محطات الغاز المنزلي من الشوارع والمناطق المكتظة بالسكان، إلا أن تلك المناشدات لم تلقَ أي استجابة.

وأشار إلى أن حوادث هذه المحطات كثيرة، وتترتب عليها عواقب وخيمة في حال انفجارها، لكن الجهات المعنية تواصل تجاهل الأمر وترك الأوضاع على ما هي عليه.

ولفت إلى وقوع انفجار في محطة لتعبئة الغاز بمدينة لودر العام الماضي، والذي أسفر عن قتلى وجرحى، إلا أن الجهات المعنية لم تبالِ أو تتحرك لمعالجة هذا الخطر.

بدوره، قال المواطن محمد عبدالله حسين إن محطات الغاز المنزلي تشكل خطراً حقيقياً، ويعيش السكان في خوف دائم من المجهول، إذ إن هذه المحطات تعد “قنبلة موقوتة”، وإن انفجارها قد يؤدي إلى كارثة كبيرة.

وأشار إلى أن أهالي منطقة العين طالبوا مراراً بنقل محطات الغاز من الشوارع والأماكن المزدحمة بالسكان، إلا أن الجهات المعنية استمرت في تقاعسها وصمتها دون أي مبرر واضح، وتساؤل عن الأسباب التي تجعل السلطات لا تفكر في حياة المواطنين والخطر الذي تمثله هذه المحطات.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى