نكته من معتقل المشاريع

 

كتب ـ بدر حمود محمد

 

بعد أحداث يناير العام١٩٨٦ م تم إعتقال الألاف وأنا واحد منهم و كان نصيبي ومكان إعتقالي في أحد مستودعات المشاريع بعد رحلة بين السجون في القلوعة والمعلا ومقر المليشيات بكريتر بالبوميس ثم ذهبوا بنا إلى المشاريع التي كانت تبعد عن دار سعد مسافة مناسبة(بعيدا عن السكان والمدن ) وكانت هناك في هذا الموقع مستودعات عديدة ممتلئة بالمعتقلين ووزعونا نحن المدنيين في إثنين من المستودعات وأخرى خصصوها للعساكر والضباط وصف الضباط والجنود

مستودعات كان فيها حوالي ألف معتقل في الواحد بعد أن أخرج سعيد صالح وزير أمن الدولة ساعتئذ عدد مئتين أو ثلاث مئة من المدنيين ليخفف من عددنا المزدحم وأعفى عنهم بشكل عشوائي دون تحقيق معهم مما أثار غضب ضباطه الذين لٱحقوهم فيما بعد وأعادوا بعضهم مرة أخرى والٱخرين هربوا إلى خارج الحدود

وأنا وجدت عدد من المعتقلين الزملاء والأصدقاء معنا معتقلين !!!!!
منهم على سبيل المثال لا الحصر ،،،،،
الأستاذ علي بن علي ثابت نائب وزير الخدمة
الأستاذ عبدالله إبراهيم صياد مدير عام محافظة عدن
الأستاذ علي حقاني عضو لجنة المحافظة للحزب وأحد المناضلين الشرفاء المشهورين بمواقفهم
الأستاذ سالم عبدالواحد عضو اللجنة المركزية المرشح

والأستاذ أشرف علي محمد كوكني قيادي بعثي وصحفي في وكالة سبأ،،،،و

شهاب ياذيب مدير مصنع ( رحمة ربنا تغشاهم جميعا ويسكنهم الجنة ) و

سعيد ماطر صهر شهاب ياذيب وأحد المهندسين بوزارة الزراعة
وسمير شيباني الذي يشغل حاليا منصب نائب وزير المغتربين في حكومتنا
والقاضي محمد عوض قاضي في محكمة الإستئناف بمحافظة عدن

كل هؤلاء الكوادر وغيرهم كنا قريبين من بعضنا البعض حتى إننا نفطر ونتغدى في توكه واحدة

وكانت لدينا غرفة فيها باب يغلق وسط المستودع خصصناها للتبرز والبول لإنهم في الأشهر الأولى لم يسمحوا لنا بقضاء الحاجة خارج المستودع وقام بعض الشباب وأنا من ضمنهم وأقتسمنا إلى فرق مكونة من خمسة أفراد لكل فرقة لتصفية الغرفة بالدور طوال الأسبوع فكانت سبع فرق وجابوا لنا جاري ومجرفتين وجواني لنخرج البراز والبول مع التراب الذي تبرزوا عليه المعتقلين ونأتي بتراب غيره من خارج المستودع تحت حراسة مشددة علينا لكي نفرشه بالغرفة للتبرز عليه

ثم أتخذوا قرار حفر حفرة كبيرة خارج المستودع للتبرز فيها مع تعزيز الحراسة وتشديدها علينا وكانوا يسمحوا لكل عشرة أشخاص للتبرز حيث كنا داخل المستودع مطبرين بجانب الباب حتى يأتي الجندي ويخرج عشرة ٱخرين من الطابور من الذين يريدوا الخروج للتبرز ،،،

النكته،،،،،،،:–
+++++++++

خرجت يوم للتبرز مع عشرة أشخاص وكان من ضمن العشرة الأستاذ علي بن علي ثابت
والٱخرين لا أعرفهم من قبل ،،،،

وأخذ كل منا موقعا في الحفرة ليتبرز وكنا قريبين من بعضنا ،،،،نبعد عن بعضنا أمتار قليلة جدا فقط
وفجأة قال أحد الإخوة من البدو موجها كلامه للأستاذ علي بن ثابت وباللهجة البدوية :–

رعني مشبه فيك يا أستاذ وصورتك ماشي غريبة علي،،،،،

رديت عليه أنا وقلت له هذا الأستاذ فلان نائب وزير الخدمة المدنية والعمل قال :—-

هااااااا الٱن عرفته لإنني كنت أروح قبل سنة وزارة الخدمة كل يوم من أجل مقابلته ودائما يقولوا لي الأستاذ مشقول (مشغول ) وما قدرت أشوفه وأقابله من أجل درجتي وجلست على هذا الحال ستة أشهر رايح واجي واليوم رعني قابلته وشفت نقره مش وجهه بس (يقصد مؤخرته ) مما جعلنا جميعا نضحك ونقهقه بصوت عالي جعل أحد الحراس يقول لصاحبه شوف الجماعة كأنهم في رحلة مش معتقل يضحكوا ولا همهم حاجة !!!!!!!!!

حتى إن أحد منا أطلق ريحا ( نسميها في عدن زرطه ) مسموعة وقوية مع الضحك مما جعلنا نضحك مرة أخرى ،،،،،،

وعندما عدنا إلى داخل المستودع حكينا للزملاء عن الكلام الذي قاله البدوي زميل الحفرة فضحكوا أيضا ،،،،،،

هناك في المعتقل حدثت حكايات وقصص منها مضحك وبعضها مأساوي ولكننا تعلمنا منها الصبر والحكمة والشجاعة والمحبة وعقدت الصداقات بين المعتقلين وكانوا يوقفوا مع بعضهم البعض في لحظات بكل صدق ومحبة وإخلاص دون أن تكون بينهم صداقات أو معرفة مسبقة ،،،،فقط لمجرد إنه زميل معتقل ومن هنا تعارف الجميع وتقاربوا وأنسجموا بينهم البين وتقوت الروابط بيننا

فإلى مواقف أخرى لٱحقا بإذن الله

تحياتي

أخوكم / بدر حمود محمد

الأربعاء ٨ يناير ٢٠٢٥ م
الموافق ٨ رجب. ١٤٤٦ ه

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى