ما رسائل ترامب من تصنيف مليشيا الحوثي”منظمة إرهابية أجنبية”؟
أبين ميديا/
يرى خبراء أن تحرك إدارة ترامب الجديدة لتصنيف ميليشيا الحوثي” منظمة إرهابية أجنبية “، يحمل أبعادا إلى الداخل الأمريكي وإلى الحلفاء في المنطقة والعالم، إلى جانب الرسائل التمهيدية التي يبعثها إلى إيران.
وأكد الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، في نص قراره التنفيذي على تصنيف ميليشيا الحوثي، أن سياسة الولايات المتحدة “تتمثل في التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات وعمليات الحوثيين، وحرمانهم من الموارد”، وبالتالي إنهاء هجماتهم على الأفراد والمدنيين الأمريكيين وشركاء واشنطن، وعلى الشحن البحري في البحر الأحمر.
أبعاد داخلية وخارجية
ويقول خبير الشؤون العسكرية، هشام المقدشي، إن القرارات الخارجية الأمريكية، عادة ما تكون لها ارتباطات داخلية، لافتا إلى أن “قرار تصنيف ميليشيا الحوثيين، لا يتعلق فقط بهجماتهم على ممرات الملاحة الدولية وضرباتهم العسكرية على إسرائيل فحسب، بل هي رسالة للداخل الأمريكي”.
وأشار المقدشي، في حديثه لـ”إرم نيوز”، إلى أن رسالة ترامب الداخلية “مفادها، أنه بات لديهم رئيس قوي قادر على اتخاذ قرارات لم تتخذها الإدارة السابقة، وأن تصنيف ميليشيا الحوثيين يأتي مقدمة لما سيحدث تاليا في البحر الأحمر، وفي سياق القرارات الحازمة والقوية تجاه الهجرة والترحيل وكشف الملفات السرّية ونحوها، وذلك للتأكيد على عودة أمريكا العظمى”.
ويرى المقدشي أن تهديد ممرات الملاحية الدولية، مسألة تمسّ العالم أجمع، في ظل ما أحدثته هجمات ميليشيا الحوثيين من تداعيات على صعيد التجارة العالمية والمنظومة الاقتصادية الدولية، “وبالتالي فإن أمريكا بصفتها شرطي العالم الجديد، مطالبة اليوم بالقيام بخطوات جادّة تجاه هذه الأزمة، بعد السياسات الفاشلة التي انتهجتها الإدارة السابقة”.
وبيّن المقدشي، أن تصنيف ميليشيا الحوثيين جماعة إرهابية أجنبية، “لن يكون عصا سحرية لإنهاء المشكلة، لكنه يضع إطارا قانونيا جديدا للمؤسسات الأمريكية في تعاملها مع الحوثيين، ويوفر لها مساحة قانونية غير محدودة؛ إذ يمكن الآن ملاحقة الحوثيين وتوجيه ضربات عسكرية أشدّ تأثيرا وفرض عقوبات أوسع نطاقا، بدلا عن المربع الضيّق سابقا”.
سياسة الضغط القصوى على طهران
من جانبه، يعتقد المحلل السياسي، خالد بقلان، أن القرار الأمريكي معبّر عن حزم الإدارة الجديدة، تجاه ميليشيا الحوثيين، باعتبارهم آخر أذرع إيران في المنطقة، ولطبيعتهم كجماعة إرهابية.
وقال في حدثيه لـ”إرم نيوز”، إن هذه الخطوة، تؤكد توجّه ترامب نحو ممارسة سياسة الضغط القصوى على طهران؛ إذ يمهد استهداف آخر وكلائها الإقليميين، لمواجهة مباشرة مع إيران وسلوكها العدائي ومستقبل مشروعها النووي.
وبحسب بقلان، فإن التصنيف الأمريكي، يهدف إلى عزل ميليشيا الحوثيين تماما، وضرب مصادر تمويلهم وقدراتهم، إضافة إلى أن القرار يوقف أي عملية سياسية محتملة “مع جماعة إرهابية، ويهدد الجهات التي ستتعامل مع هذه الجماعة مستقبلا، سواء كانت منظمات دولية أم دولا”.
خيارات صعبة
بدوره، يؤكد المحلل العسكري، العميد ثابت حسين، أن أخطر ما في التصنيف الأمريكي، “هو انتزاع أي جهود سياسية أو دبلوماسية قام بها الحوثيون لإثبات شرعيتهم في مناطق سيطرتهم، شمالي اليمن، كسلطة أمر واقع، وجعلها دون أدنى جدوى، بعد أن أصبحوا منظمة إرهابية أجنبية”.
وأشار حسين، في حديثه لـ”إرم نيوز”، إلى أن ميليشيا الحوثيين باتت أمام خيارات صعبة “بين الخضوع الذي سيكشف عورتهم أمام أنصارهم وأمام المغرر بهم من عامة الشعب، وبين تصعيد الموقف في المنطقة، ما سيجلب عليهم الويل من كل جانب، داخليا وخارجيا”.
ووفق قراءته لردود أفعال ميليشيا الحوثيين وتجاربهم السابقة، يرى حسين أنهم “سيفضّلون الخيار الثاني، هربا من مواجهة الاستحقاقات الشعبية والجهود السلمية، باعتبارهم ميليشيا لا يمكنها العيش إلا في بيئة وظروف الحروب”.
قصور داخلي
وقال المحلل السياسي، خالد سلمان، إن توصيف الولايات المتحدة الجديد لميليشيا الحوثي، يوجّه أقصى درجات الضغط على إيران بالقدر الموجّه ذاته إلى صنعاء، مضيفا أن “المؤسف في الشأن اليمني الداخلي، هو عدم التقاط هذه الفرصة واستثمار حالة الإجماع العالمي، والعزلة الكلية المفروضة على ميليشيا الحوثيين، للبناء عليها وتحويلها إلى مكاسب ميدانية على الأرض”.
وأشار سلمان، في تدوينة على منصة “إكس”، إلى أن الدعوة المحلية لمواجهة ميليشيا الحوثيين الآن “لم يتردد صداها بين المكونات الأخرى ذات الحيثية العسكرية، ما يعني أن هناك الكثير من القصور في قراءة المتغير الدولي، وعجزا من الطبقة السياسية الحاكمة في توظيفه لتحريك التوازنات وفرض معادلة جديدة”.
وشدد سلمان على أهمية “ترميم الاختلالات البينية” في المعسكر الداخلي المناهض لميليشيا الحوثيين، في هذه اللحظة المفصلية، “وإعادة بناء المواقف بعقلية تشاركية، قوامها أن خطر ميليشيا الحوثيين يدمر كل المشاريع، وأن الكثير من السانحات لا تأتي مرتين”.
إرم نيوز