*لا تخطيط* *بدون إحصاء* … *ولا تنمية بدون* *تخطيط*

كتب : م. عبدالقادر خضر السميطي

*لا تخطيط* *بدون إحصاء* … *ولا تنمية بدون* *تخطيط*

*أبين بلا خريطة* *زراعية دقيقة*
فكيف نخطط بدون بيانات؟

في محافظة أبين، التي كانت تُعد سلة غذاء رئيسية للجنوب أصبح من الصعب اليوم تحديد المساحة الزراعية الفعلية الصالحة للزراعه بعد أن غيّرت السيول، وزحف الرمال، واجتياح أشجار المسكيت، والتمدد العمراني العشوائي، ملامح الأرض الزراعية بشكل كبير.

لكن السؤال الذي لا يزال مطروحًا: لماذا لم تُدعم محافظة أبين حتى اليوم بتنفيذ تعداد زراعي دقيق وشامل؟ وأين دور منظمة الفاو والجهات المانحة من هذه الحاجة الملحة؟

*واقع ميداني مقلق:*

تشير التقديرات الميدانية في دلتا أبين إلى أن أكثر من 30% من الأراضي الزراعية التقليدية أصبحت خارج نطاق الاستخدام الزراعي.

السيول المتكررة خلال العقدين الأخيرين، خاصة في وادي بنا وحسان، جرفت التربة الخصبة وغيّرت منسوب الأرض، مسببة خسائر كبيرة.

زحف الرمال غطى أراضي زراعية واسعة في منطقتي الشيخ سالم والطرية والقريات وجعوله والكود والفيش والخامله وخبت لسلوم وعبر عثمان
والجبلين والحرور وغيرها من المناطق

أشجار المسكيت غطت آلاف الهكتارات في حوض وادي بنا، وعرقلت الاستخدام الزراعي بشكل شبه كامل في بعض المناطق.

التمدد العمراني الغير منظم التهم مساحات زراعية محيطة بمدينة زنجبار وجعار والحصن وباتيس، دون أي ضبط أو رقابة.

*لماذا التعداد الزراعي مهم؟*

لأنه الأداة الأساسية لأي تخطيط زراعي فاعل.

لأنه يحدد الواقع ويكشف الفجوات والفرص.
لأنه يحوّل القرارات من تقديرات إلى معلومات.
لأنه يوجه التمويل إلى حيث يجب أن يكون.

*التوصيات المطلوب تنفيذها..*

1. تنفيذ تعداد زراعي شامل في دلتا أبين والمناطق المجاورة، بدعم دولي وبقيادة ميدانية من مهندسين محليين.

2. تحديث الخرائط الزراعية باستخدام صور الأقمار الصناعية والمسوحات الحقلية.

3. إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية مفتوحة لأبين توثق كل وحدة زراعية بحالتها الحقيقية.

4. دمج نتائج التعداد في أي خطة تدخل تنموي سواء في الري أو الإنتاج أو الحماية البيئية.

5. اعتبار محافظة أبين نموذجًا لتطبيق هذا التعداد يمكن تعميمه لاحقًا على بقية محافظات الجنوب.

في الختام، نوجه نداءً للفاو والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD)، والجهات الحكومية ذات العلاقة، بأن الزراعة لا تُخطط على الورق القديم، بل على الواقع الميداني المتغير، الذي لا يعرفه إلا من يعيش فيه.

*عبدالقادر السميطي*
*دلتا ابين 21/5/25

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى