وقفة تقييمية في مكتبة باذيب بعدن: دعوات لاستعادة دورها الثقافي وإنقاذها من الإهمال

أبين ميديا- عدن – خاص

نظّمت الدائرة الثقافية في نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، بالتنسيق مع إدارة مكتبة الفقيد عبدالله عبدالرزاق باذيب، جلسة تقييمية بعنوان: > “مكتبة عبدالله عبدالرزاق باذيب.. ذاكرة وطن، وتاريخ، وهوية ثقافية” .

أُقيمت الجلسة في مبنى المكتبة التاريخي بمدينة كريتر بالعاصمة عدن، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمثقفين والباحثين.

افتتح الجلسة عيدروس باحشوان، نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، بكلمة أكّد فيها أهمية تسليط الضوء على ما تواجهه الصروح الثقافية في عدن من إهمال وتدمير ممنهج، داعيًا إلى تنظيم المزيد من الفعاليات والوقفات الاحتجاجية بهدف تصحيح أوضاع المؤسسات الثقافية المعطّلة، وفضح محاولات طمس الهوية الثقافية الجنوبية.

أوراق الوقفة:

شهدت الوقفة تقديم ورقتين ناقشتا واقع المكتبة وتاريخها العريق:

الورقة الأولى قدّمها عبدالعزيز بن بريك، مدير عام المكتبة، استعرض فيها مراحل تأسيس المكتبة منذ إنشائها عام 1980، مشيرًا إلى دورها الريادي كمنارة علمية ومصدر معرفي أساسي للطلبة والباحثين. وتحدّث بن بريك بأسى عن الظروف القاسية التي تمر بها المكتبة، من حرمان موظفيها من المرتبات، إلى تدمير محتوياتها وتجفيف ميزانيتها التشغيلية، مشيرًا إلى أن كل المناشدات التي وُجهت إلى الجهات الرسمية والمنظمات الدولية لم تلقَ أي استجابة تُذكر.
وأكد بن بريك:
> “رغم كل الظروف، ما زلنا نستقبل طلاب الجامعات والدراسات العليا، ونبذل جهدًا ذاتيًا محدودًا لتقديم خدمات الإيداع للرسائل الجامعية والمؤلفات.”
ولفت بن بريك إلى أن المكتبة تضم 85 موظفًا، من بينهم 65 متقاعدًا، لم يحظوا بالعلاوات السنوية أسوة بنظرائهم في المؤسسات الحكومية، في حين يبلغ المخصص الشهري للتشغيل 8,000 ريال فقط، وهو مبلغ لا يفي بأبسط المتطلبات التشغيلية.

الورقة الثانية قدّمها المؤرخ والباحث د. علي صالح الخلاقي مدير الدائرةالثقافية بنقابة الصحفيينوالإعلاميينالجنوبيين، تناول فيها الأبعاد الثقافية والأكاديمية للمكتبة، مسلطًا الضوء على مكانتها التاريخية، واستعرض نماذج من مقتنياتها الثمينة التي كان لها بالغ الأثر في مسيرته البحثية. وأعرب الخلاقي عن أسفه لما آلت إليه أوضاع المكتبة بعد الحرب، مشيرًا إلى تعرّضها للنهب والتدمير رغم محاولات الترميم التي تبنّاها الهلال الأحمر الإماراتي.
كما أشار إلى أن وزارة الثقافة لم تُبدِ أي اهتمام بالمكتبة، بل قامت بوقف ميزانيتها التشغيلية، ما فاقم من تدهورها.

توصيات وختام:

في ختام الجلسة، فُتح باب النقاش، حيث عبّر الحاضرون عن أسفهم العميق للحالة التي وصلت إليها المكتبة، مطالبين الجهات المختصة، وفي مقدمتها وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني، بتحمّل مسؤولياتهم تجاه هذه المؤسسة العريقة.

وخلصت الجلسة إلى عدد من التوصيات، أبرزها:

-إعادة تأهيل المكتبة وفتح أبوابها أمام الباحثين والطلاب.

ـتعزيز ميزانيتها التشغيلية وتأمين رواتب موظفيها.

ـالاعتراف بدورها كمركز ثقافي ومعرفي وطني.

ـدعم جهود التوثيق والأرشفة وحماية المقتنيات من الضياع.

تُعد مكتبة عبدالله عبدالرزاق باذيب إحدى أبرز الصروح الثقافية في عدن، وحمايتها من الإهمال هو واجب وطني ومسؤولية مجتمعية وتاريخية.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى