ميناء عدن البحري ،لماذا هو متميزا عن بقية موانئ العالم ؟الجزء الأول
كتب ـ بدر حمود محمد
منذ سنين طويلة جدا نسمع إن ميناء عدن البحري متميزا وفيه مواصفات دولية لا توجد في موانئ أغلبية العالم إلى فترة الثمانينات من القرن الماضي
الموقع الطبيعي للميناء
سبحان الله،،،،،،، يحيط بميناء عدن البحري سلسلة جبلية من ثلاث جهات شكلت له الحماية الطبيعية مما جعلت السفن والمراكب الراسية داخل مياهه الأقليمية أو صحن الميناء الداخلي واقفة فيه كالوقوف على السجادة عليه
حتى إنه في عام ٢٠٠٤ م عندما ضرب زلزال تسونامي كافة المدن والموانئ التي على الساحل في المحيط الهندي لم يتأثر ميناء عدن،،،،،، بل ٱن البواخر والسفن التي كانت تسير قريبة في عرض البحر العربي سارعت للإختباء فيه وأصبح ملاذا لتجنب كارثة تسونامي ،!!!!!!!
أقسام الميناء الرئيسية والفرعية
كنا نرى عشرات البواخر والسفن منتظرة داخل المياه الإقليمية للميناء عندما نتسلق الجبال المحيطة كجبل شمسان أو نذهب إلى مرتفعات ساحل العشاق بجولد مور بالتواهي ( جولد مور معناها الساحل الذهبي ) ،،،،،،،،
وكانت كلها منتظره دورها لدخول صحن الميناء لتفريغ بضاعة أو للتمويل بالوقود والمياه العذبة أو للتموين من المواد الغذائية أو لتفريغ بضائع ترانزيت أما السفن الخليجية الخشبية أو الصومالية أو الجيبوتية فكانت تذهب إلى منطقة تسمى المجحب في ٱخر الميناء حيث تتم تعليقها على أخشاب ومرابيع خشبية قوية لتصفية قاعها من الأسفل لتعود سرعة السفينة عندما تبحر إلى الأفضل لشهور عديدة ثم تعاود التصفية
وطبعا يتم دفع رسوم على هذه الخدمة لإدارة رصيف المعلى
سبحان الله،،،،،،،، يوجد في صحن ميناء رصيف المعلى وأمام دكة منطقة الطالع نتوءان جبليان بارزان وفيهما غرف مبنية لنشر وتجفيف الأسماك فيهما ويسكن فيهما عدد قليل جدا من الصيادين البسطاء ومعروفين لدى أمن الموانئ كما يوجد مرسى خاص في نهاية الميناء لإنزال الأسلحة والمعدات الحربية أمام جبل حديد وقريبه من مخازن الجبل عندما يتم تفريغ السفن المحملة بالسلاح
وتم تسمية رصيف الطالع بالطالع لأن مهمته تحميل البضائع المصدرة إلى الصومال وجيبوتي وأفريقيا وعمان وبقية دول الخليج العربي وبعض أحيان تأتي هذه السفن الخشبية محملة وتفرغ بضاعتها على هذا الرصيف وهي لبعض التجار في عدن وغيرها من المدن
وطبعا يترتب على كل ذلك رسوم وجمارك وضرائب
ثم يليه منطقة ب وفيها عشرات المستودعات القريبة من المرسى ( الدكة ) لإنزال البضائع من الصنادل ( الصندل معناه البوت الأسود الذي يسحبه لنش صغير يرسو على هذه الدكة لتفريغ البضائع الخاصة بالدولة أو للتجار وفقا لوثائق يحملها الوكلاء الذين يحضرون سيارات النقل لإخراجها من المستودعات ثم لإخراجها من رصيف المعلى من البوابة الرئيسية ،،،،،،وقبل ذلك يتم وزن سيارة النقل وهي فارغة ويتم وزنها وهي محملة بالبضائع حتى لا يتم تحميلها أكثر من الوزن المسموح به قبل خروجها من ميناء رصيف المعلى ويوجد ميزان ضخم جدا للقيام بالوزن وبعد أن تستكمل اوراق البضاعة وتوضع الجهات المعنية أختامها عليها يسمح لها بالخروج بعد أن يتم الفحص النهائي من قبل مفتشين متواجدين عند بوابة الخروج وإذا لٱحظ المفتش إنه يوجد خطأ أو نقص في الأوراق لا يسمح للبضاعة بالخروج حتى يتم تصحيح الوضع ،،،،،،،نظام إداري وفني صارم مش أي كلام ،،،،،،،،،!!!!!!!!!!
في الجهة المقابلة لبوابتي الدخول والخروج يوجد رصيف ومستودعات عديدة ويسمى الرصيف التجاري Home Trade Key,( هوم تريد كي )
وفيه ثلاث رافعات كهربائية عملاقة تسير على سكة حديدية كالتي تسير عليها القطارات من طرف الرصيف ٱلى طرفه الٱخر وتوجد فيه عدة حفر خاصة بتموين البواخر الصغيرة والسفن بالمياه العذبة الصالحة للشرب حسب الطلب ويشرف على تموين المياه موظف يسمى فاحص رصيف أما الرافعات العملاقة فهي من إختصاص قسم كبير جدا فيه عشرات الرافعات والسائقين والمهندسين والإداريين وهي متحركة على إطارات ضخمة ومهمتها تحميل البضائع على سيارات النقل للبضائع وأيضا مهمتها إستخراج البضائع من الصنادل الراسية على الأرصفة وتوجد فرق عمالية متخصصة لنقل البضائع إلى داخل المستودعات قبل تسليمها لأصحابها وفقا لٱجراءات دقيقة وتسمى هذه الفرق بعمال المرفأ ولهم إدارة خاصة تديرهم ويخضعوا لشركة الملاحة وهيئة الموانئ وهم المشرفين على إدارة عمال المرفأ وهذه الفرق تقوم بمهام كبيرة وعظيمة عندما ترسو البواخر والسفن سواء على الأرصفة أو في صحن الميناء الذي فيه ٣٦ مرسى بحري ( بوجات حديدية مربوطة بسلاسل قوية جدا تمتد إلى قاع البحر حيث تم تثبيتها على صبات إسمنتية مسلحة مما يجعل البواخر الكبيرة جدا مربوطة بشكل محكم ويقوم بهذه المهمة فريق فني متخصص ولديه كل وسائل العمل بما فيها الغواصين المحترفين ،،،،،،
قد يسأل البعض لماذا يتم تحميل الصنادل بالبضائع وجرها بواسطة لنش صغير إلى رصيف منطقة الطالع أو رصيف منطقة ب ؟؟؟؟؟
لأن هذه الأرصفة لا يزيد عمقها عن خمسة أو ستة أمتار وغاطس البواخر اكبر منها كثيرا فلا تستطيع البواخر أن ترسو على هذه الأرصفة بإستثناء الرصيف التجاري الذي ممكن يستقبل البواخر الصغيرة لأن الغاطس حقه ١٨ متر تقريبا وتقوم الرافعات الكهربائية بإنزال البضائع من هذه البواخر لإنه لديها رافعات تصل إلى مستودعات البواخر بكل سهولة خاصة إن موقعها قريب جدا جدا من رسو البواخر والسفن على الرصيف
أكتفي بهذا القدر وإلى الجزء الثاني لٱحقا بإذن الله
تحياتي
أخوكم / بدر حمود محمد
مفتش سابق بموانئ عدن
الإثنين ٤ أغسطس ٢٠٢٥ م
الموافق ١٠ صفر ١٤٤٧ ه








