للنحلة قانون تحكمه مبادئ

كتب ـ محمد العولقي
الخلية..يعاسيب..وشغالات..النحلة تلسع..والفراشة تحوم..أما فتحي جابر فيلدغ..يحمل بين قدميه السم الزعاف وليس عسلا صافيا فيه لذة للشاربين..
فتحي جابر..تراه الآن..تقسم أنه لازال ذلك الفتى الأسمر الجميل.. أحلى من السكر مائتين مرة.. كأن الزمن توقف عند هذا اللاعب..لا هرم..لا شاخ..ولا فقد ذرة من مخزونه البدني والمهاري..
فتحي جابر..ابن الوز العوام..الدهن في العتاقي..تشاهده تستمتع وهو يراوغ أو يركض بسرعة البرق..أو يسجل الأهداف من زوايا مستحيلة..
العمر عند فتحي جابر مجرد رقم..جسده كما هو..شغفه هو هو..حماسه..جديته.. مهاجم يحتفظ بكل أسرار المهاجم الذي يصنع الفارق من بوابة مدافعين وحراس مرمى في مقتبل الشباب..
فتحي جابر.. مسار كروي مثير..من الشرطة..إلى التلال.. صيرة فتحت بوابتها لأسد يزأر فتختفي كل حيوانات الغابة..
مع التلال عاش قصة حب عنيفة..رقص..وطرب.. وتطريز كروي.. تهاوت الأرقام الخاصة تحت قدميه..دخل نادي المائة هدف مع عظماء من طراز الذئب الشعلاوي محمد حسن أبو علاء..والنمر الأهلاوي عادل السالمي..والذهبي شرف محفوظ..والزئبق الأحمر علي النونو..
فتحي جابر..هجر الملاعب الرسمية..خلع فانلة التلال..لكنه ظل يجوب الملاعب الأخرى يملأها شغفا وطربا..
الأسمراني فتحي جابر..مهاجم مرموق ربما كان الأبرز موهبة في الألفية الثالثة..لكنه كان سيء الحظ مع المنتخب..
إذا كنتم من الذين يعانون من هذيان لاعبي هذا الجيل..فتحركوا فورا لمشاهدة روائع فتحي جابر.. إنه كما عهدناه ينثر الابداع بسخاء..هذا لأنه لا يعرف مهنة أخرى سوى كرة القدم..كرة القدم أكلت مخه كما يأكل المهند غمده..






