حرب غزة.. إطفاء النار بالنار!

أبين ميديا متابعات /البيان /محمد الرنتيسي

حالة ارتياب إسرائيلي أمام غزارة التحولات في مجريات حرب غزة، تتأرجح بين التهدئة والتوسعة، لكن في مجملها سيناريوهات قاتمة تحوم في سماء غزة، في ظل ظهور نوايا التجديد للاجتياح البري، بـ «عربات جدعون 2».

فإلى أين تتجه الأمور؟.. سؤال ازداد توهجه في الشارع الغزي، في ضوء تثبيت إسرائيل معادلة تحرير كل الرهائن أكان بالمفاوضات حسب الشروط الإسرائيلية أو القوة العسكرية، كشرط لوقف الحرب، فيما بدا وكأنه إطفاء للنار بالنار.

ومن دون إغفال الحراك المحموم للوسطاء، الذين يسابقون الزمن، بتقديم المقترحات، وحشد كل الجهود الإقليمية والدولية، من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويوقف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

 

وكيف لأهل غزة، أن يفرقوا بين إن كانت الحشود العسكرية على مشارف غزة هي لعملية اجتياح واسعة بالفعل، أو للتكتيك والمناورة؟.. سؤال يطرحه مراقبون، فيما حالة الاستنفار الإسرائيلية بلغت أشدها، كما أن تهيئة الرأي العام الدولي والإسرائيلي لا تبشر بخير، كما يقول مراقبون، وهذا يعيد إلى حملات التهيئة الإعلامية، التي سبقت اجتياح رفح، وعملية «عربات جدعون 1».

ووفق الكاتب والباحث السياسي شهاب شهاب، فلم يعد هناك أية مكاسب سياسية تسعى إسرائيل لتحصيلها من خلال الصفقة، التي كانت بحاجتها في خضم المواجهة الأخيرة مع إيران، ولامتصاص الغضب العالمي الناتج عن سياسة التجويع في غزة.

ولذلك، فقد انتقلت لمرحلة أكثر استراتيجية، وتهدف من خلالها للتأسيس لهدفي التهجير الطوعي، والسيطرة الأمنية على غزة طويلة الأمد، للتحكم أكثر بشكل اليوم التالي، وفرض وقائع تقوّض بشكل أكبر حل الدولتين. «هذا سيمنح اليمين الإسرائيلي رصيد دعاية انتخابية هائل.

 

وقابل للتسويق أمام جمهور الناخبين خلال الانتخابات القادمة»، يواصل شهاب، مستذكراً اقتران عدم التجاوب الإسرائيلي مع الجهود السياسية، باستمرار الحشد العسكري على الأرض، والتجنيد من الاحتياط في صفوف الجيش الإسرائيلي، وتطويق غزة.

 

وفي حين يصعب تفكيك شيفرة النوايا الإسرائيلية، معطوفة على التهديدات المستمرة باجتياح غزة، مع تصاعد غبار كثيف في سماء غزة نتيجة للقصف المستمر، لم تفصل أوساط سياسية المعركة السياسية التي تدور رحاها في القاهرة والدوحة، عن مجريات الأوضاع على أرض غزة، ما يرسم مناخاً متقلباً، ويزيد من ضابية المشهد.

غير أن أكثر ما استوقف عارفين بخفايا الأهداف الإسرائيلية، أن نتنياهو لا يريد تهدئة من شأنها زلزلة ائتلافه، وهو مرتاب من توسعة الحرب، في ظل ما تواجهه إسرائيل من ضغوط دولية، لوقف حرب الإبادة والتجويع في غزة.

 

وفيما دخلت جهود الوسطاء ما يشبه حالة طوارئ سياسية تقف غزة أمام حمولة عسكرية تبدو وكأنها على بعد «كبسة زر» من التفجير، والارتطام الكبير الذي قد يطيح بكل المساعي الدبلوماسية، وخصوصاً في ضوء الصدمات المتوالية من عرقلة التهدئة في مرحلة هي الأخطر في خضم الحرب، وتشي بأن غزة تقتاد مجدداً إلى وضعية الوقوع بين نارين؛ تهديد إسرائيلي بتوسيع الحرب، وتلويح دائم بالعودة إليها متى تشاء، حتى لو تم إبرام الصفقة.

وتبدو حسابات نتنياهو غامضة، إذ قبول التهدئة يسمح له بادعاء نصر سياسي مغلف بالإنسانية، بتحرير الرهائن الإسرائيليين، وتخفيف حدة الغضب العالمي على تل أبيب، في حين رفض الصفقة معناه المخاطرة بمزيد من العزلة الدولية لإسرائيل، وإن بدا كأنه أكثر إغراء، للاعتماد عليه كدرع سياسي في الصراع الدائم.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى