ما يحرث البلد إلا أبناؤها

كتب : م. عبدالقادر خضر السميطي
كان الأجداد يقولون…
ما يحرث البلد إلا ثيرانها
مثل عربي عميق يعبّر عن أن العمل والإنتاج لا يقوم به إلا أهل الأرض أنفسهم. فقد كان الحرث رمزًا للبقاء والأرض رمزًا للكرامة والعطاء.
لكن مع تغير الأزمنة والثقافات والانتماءات، أصبح هذا المثل أوسع معنى وأشمل دلالة. لم يعد الحرث مجرد غرس أو بذر للبذور في باطن الأرض، بل صار غرسًا للوفاء وحفاظًا على الأمن وبناءً للمؤسسات، ونهضةً في التعليم والصحة والزراعة والصناعة لهذا نعيد صياغة المثل اليوم ليكون أكثر قربًا من واقعنا الحاضر ما يعمّر البلد إلا أهلها
فلا غريب ولا دخيل سيبني لنا أوطاننا إن لم نبنيها بأيدينا.
وما يحرث البلد إلا أبناؤها
فهم السواعد التي تزرع وتغرس والعقول التي تخطّط والقلوب التي تبذل وما يحمي البلد إلا شرفاؤها أولئك الذين يضحون بالغالي والنفيس ليبقى الوطن آمنًا مصانًا.
وما يسهر على أمن البلد إلا رجالها رجال الميدان الذين يضعون أعينهم على حدود الوطن لكي لا يطالها معتدٍي أو طامع.
إن الوطن لا يُبنى بالشعارات وحدها او برفع العلم على سطح المنزل أو بترديد شعار بالروح بالدم نفديك يا فلان أو يازعيم ولا يحميه الكلام المنمّق، بل يبنيه الإخلاص والوفاء والتفاني والعمل الصادق من أبنائه وشرفائه. فكما يقولون أجدادنا لا يفلح زرع يحرثه غريب لا يعرف خبايا الأرض، ولا ينهض وطن يعتمد على غير أهله في حمل مسؤولياته.فلنجعل من هذا المثل المتجدد قاعدة حياة
بلادنا لا يزرعها ولا يبنيها إلا نحن
ولا يحرسها إلا نحن ولا يرفعها إلا إخلاصنا وتكاتفنا
المهندس عبدالقادر السميطي
دلتا أبين








