من قلب الكون المظلم … “سيلفي” للأرض من مسافة 43 مليون كيلومتر تبهر العالم

أبين ميديا /متابعات /رضا أبوالعينين

في إنجاز جديد يعكس طموحات الصين المتزايدة في مجال استكشاف الفضاء، أعلنت الإدارة الوطنية الصينية للفضاء (CNSA) أن مركبتها «تيانوين-2» التقطت صورة «سيلفي» نادرة مع كوكب الأرض من مسافة تجاوزت 43 مليون كيلومتر، وذلك أثناء رحلتها نحو كويكب غامض يُعرف باسم «كامو أواليوا» (Kamo’oalewa)، في خطوة وُصفت بأنها محطة محورية ضمن مسيرة الصين الفضائية المتسارعة.

المهمة «تيانوين-2»، التي أُطلقت ضمن برنامج الصين الطموح لاستكشاف الفضاء العميق، تهدف إلى جمع عينات من الكويكب وإعادتها إلى الأرض بحلول عام 2027. وتأتي هذه الخطوة بعد نجاحات سابقة للصين في مهمات فضائية، منها «تيانوين-1» لاستكشاف المريخ، وسلسلة بعثات «تشانغ آه» القمرية التي شملت جمع عينات من سطح القمر.

ويُعد الكويكب «كامو أواليوا» هدفا علميا بالغ الأهمية، إذ يصنف كـ«قمر شبه تابع» للأرض، وهو جسم سماوي يشارك كوكبنا مدارا غير معتاد لكنه لا يدور حوله كما يفعل القمر الطبيعي. ويعتقد بعض العلماء أن هذا الكويكب قد يكون في الأصل جزءا من القمر، انفصل عنه نتيجة اصطدام هائل قبل ملايين السنين، ما يجعل دراسته فرصة فريدة لفهم تاريخ تكوّن الأرض والقمر والنظام الشمسي المبكر، وفقا لـ dailygalaxy.

الصورة التي التقطتها «تيانوين-2» في أوائل أكتوبر الجاري أظهرت الأرض ككرة زرقاء لامعة وسط ظلام الفضاء، في مشهد يلخص ضخامة المسافة التي قطعتها المركبة، ويبرز التقدم التقني الذي حققته الصين في مجال استكشاف الفضاء. كما ظهر العلم الصيني بوضوح على هيكل المركبة، في لحظة فخر وطني عكست ما وصفته وسائل الإعلام الصينية بأنه «تأكيد لقدرات البلاد المتنامية في تنفيذ مهمات فضائية معقدة».

وأشارت قناة «CCTV» الرسمية إلى أن المسبار أتم بنجاح سلسلة من الاختبارات أثناء رحلته، شملت نشر أجهزة جمع العينات وإجراء فحوص ذاتية للأنظمة الإلكترونية، في خطوة تعكس جاهزيته لمهامه العلمية المقبلة. ومن المتوقع أن تصل المركبة إلى مدار الكويكب بحلول يوليو 2026، بعد سلسلة من المناورات الدقيقة، لتبدأ مرحلة دراسة الكويكب وجمع عينات من سطحه.

ولا تقتصر طموحات الصين على هذه المهمة فحسب، إذ تخطط «تيانوين-2» بعد الانتهاء من مهمتها الأساسية للعودة إلى محيط الأرض واستخدام جاذبيتها للاندفاع مجددا في الفضاء العميق، حيث من المقرر أن تلتقي بالمذنب 311P/PANSTARRS في عام 2035، ما يجعلها أول مركبة صينية تنفذ مهمتين لاستكشاف جسمين سماويين مختلفين في مسار واحد.

ويؤكد هذا الإنجاز، الذي يجمع بين الابتكار التقني والطموح العلمي، مكانة الصين المتقدمة في سباق استكشاف الفضاء. كما يعكس الصورة الأخيرة التي التقطتها «تيانوين-2» البعد الإنساني لهذه الجهود، إذ تُظهر كوكب الأرض صغيرا وبعيدا وسط اتساع الكون، في تذكير بمدى التقدم الذي يمكن للبشرية تحقيقه في سعيها لفهم أصلها ومكانها في هذا الفضاء الشاسع

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى