عمر والأحلام الوردية
أبين ميديا – كتب/ خالد الكابر
عمر منذ طفولته المبكرة كان يحلم بان يدخل المدرسة ويتعلم ويصير معلم لكي يعلم اولاد قريته النائيه، ولما بلغ السن القانوني للدراسة ولج عمر المدرسة وتدرج في صفوفها بدرجة الامتياز حتى وصل إلى الثانوية وأحلام عمر تكبر ،وطموحاته تتوسع أكثر وعند دخول المرحلة الثانوية بدأ التفوق والتميز عمر التعليمي يتطور بشكل كبير حتى نال على شهادة الثانوية من الأوائل في المحافظة.
بعد الانتهاء من مرحلة الثانوية كانت معنويات عمر مرتفعه جداً في مواصلة التعليم وأحلامه ترتفع رويداً رويدا..
وبعد انتهاء فترة الثانويه ودخوله الجامعه كانت أمنياته تحقيق حلمه، وبدأ مرحلته الجامعية وسط أجواء ممتلئه بالأمل والتفاؤل في تحصيله العلمي.
وبعد عامين من استمراره في الجامعة أرادت أمه أن تحقق له اغلى الأمنيات وهي الخطبة ثم الزواج،ومع إصرار أمه له على الخطوبه وافق عمر على طلب أمه،وخطب أحد بنات قريته
وبدأت أحلام عمر تتصاعد تدريجيا في كيفية الحصول على التفوق العلمي وكيفية اكمال نصف دينه الزواج ،وكانت أمانيه بعد تحصيله العلمي هي أن تكون عنده وظيفه نظراً لجهوده المبذوله في التعليم وتحقيق آماله في دراسة أبناء قريته، وكذلك سعادة قلب أمه الغاليه في الزواج وتكوين أسرة
وبعد التخرج بسنوات طويلة بدأت أحلامه تتبخر وتضيع، عندما رأى زملائه أبناء مسقط رأسه تأتيهم الوظائف عن طريق الوساطات ودفع المسبق ،وهو لا يملك شيء من تلك الأشياء.
ومع الانتظار الطويل يتفاجأ عمر ووالد خطيبته أن فلذت كبده طالت انتظارها وان بنات قريتها اللاتي هن في سنها وأقل منها سناً تزوجين،وهي منتظره لك، وفسخ عمر خطوبته منها.
والمصائب تتوالى على عمر وفي نفس العام لذي فسخ خطوبته تزوجت تلك الفتاة من ابن عمه لذي خرج من المدرسة وهو في الصف السادس الابتدائي،ولذي نال الوظيفة بالواسطة وعن طريق بن هادي،وبعد ذلك تم تعيينه مدير إدارة المدرسة في القرية .
وفي نفس العام ماتت ام عمر وماتت أحلامه نهائياً وأصبح راعي غنم للأهالي قريته بالأجر اليومي..