حوادث باصات النقل الجماعي تحصد أرواح الأبرياء.. من المسؤول؟

كتب / أبو ملاك الحربي

خلال الفترة الأخيرة، تصاعدت بشكل مخيف حوادث باصات النقل الجماعي التي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء في طرقات البلاد، دون أن نرى تحركًا جادًا من الجهات المعنية لوضع حد لهذا النزيف المستمر. والملاحظ أن أغلب تلك الحوادث لا تعود إلى خلل فني في المركبات أو سوء الطرق، بل إلى ظاهرة أخطر وأعمق تتمثل في تعاطي بعض سائقي الباصات لحبوب منبهة ومؤثرات عقلية تسبّب اضطرابات سلوكية وهلوسات خطيرة أثناء القيادة.

هذه الحبوب – التي يُفترض أن تُصرف فقط بوصفة طبية لحالات نفسية محددة – باتت اليوم متاحة لكل من يدفع ثمنها مضاعفًا، بفضل استهتار بعض الصيادلة الذين حولوا حياة الناس إلى سلعة يتاجرون بها بلا ضمير ولا خوف من الله. والأدهى أن هذه المواد أصبحت منتشرة بين السائقين بشكل مقلق، ما جعل الطرقات تتحول إلى مصائد موت جماعية.

وإذا أردنا أن نُحمل المسؤولية بشكل منصف، فإن شركات النقل البري تتحمل النصيب الأكبر من هذا العبث، إذ تعتمد في كثير من رحلاتها الطويلة على سائق واحد فقط لتخفف من نفقاتها وتزيد في نفس الوقت من نسبة أرباحها. يليها سائقو الباصات أنفسهم الذين يستهترون بحياة الركاب ويتعاملون مع القيادة وكأنها مغامرة لا مسؤولية. كما لا يمكن إعفاء أصحاب الصيدليات الذين يبيعون تلك الحبوب دون وصفات طبية، في انتهاك واضح للقانون ولأبسط القيم الأخلاقية والإنسانية.

وجزء كبير من اللوم يقع أيضًا على الجهات المعنية والأجهزة الأمنية التي تركت الحبل على القارب، وغضّت الطرف عن هذه الفوضى القاتلة. فغياب الرقابة على الصيدليات يعد أهم عامل في أزدياد نسبة الحوادث وحالات الأدمان والجرائم في أوساط المجتمع بالتالي استمراراً في إزهاق الأرواح البريئة التي نسبة كبيرة منها تُزهق على طرقاتنا كل يوم.

ختامًا، عزاؤنا الحار لأهالي الضحايا، والدعاء بالرحمة والمغفرة لمن فقدناهم، وبالشفاء العاجل للمصابين. أما أولئك الذين يستهترون بأرواح الناس، سواء كانوا سائقين أو صيدلانيين أو مسؤولين متقاعسين، فحسابهم عند الله عسير، ولن تغفر لهم دماء الأبرياء التي ستضل معلقة برقابهم إلى يوم الدين.

#أبو_ملاك_الحربي

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى