“يزعق” ذاكرة منسية على ضفاف وادي حسّان

كتب /؛خالد البديلي
تقع قرية يزعق ضمن منطقة يرامس الممتدة على ضفاف وادي حسّان، والتي كانت قديمًا جزءًا من السلطنة الفضلية حسب التقسيم الجغرافي القبلي، وتُعد اليوم إحدى قرى مديرية خنفر بمحافظة أبين . تتمركز بين منطقتي يرامس وحبيل البرق، حيث أُنشئ مصنع الوحدة للأسمنت في طرفه الغربي القريب من باتيس .
تُعرف يزعق وقرى وادي بن سالم ببيئتها الزراعية الخصبة، و زراعة المحاصيل الموسمية الجيدة، إلى جانب تربية الأغنام والماشية، حيث تعتبر مراعيها من أفضل المراعي في المنطقة . ولهذا يُفضّل المشترون في أسواق ( الجلب)، الحصن ، جعار، زنجبار، الأغنام القادمة من هذه المناطق. كما هي معروفة في تربية النحل ، وقد شهد هذا النشاط توسعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة .
يسكنها أفراد من قبائل المراقشة، آل فضل، البدو الرحّل، آل باجسير، إضافة إلى بعض أبناء تهامة وغيرهم . ومن أبرز شخصياتها في الستينيات والسبعينيات الشيخ ( سالم أمذبي) رحمه الله.
أما اسم ( يزعق) فلا نعرف سبب تسميتها بهذا الاسم، فهل سُميت نسبةً إلى زعيق الوحوش في المنطقة قديمًا ؟ وهو ما نأمل أن يوضحه أبناء المنطقة .
تظم القرية عددًا من الآثار والحصون القديمة المبنية بالحجارة والطين، والتي كانت مأوى للمسافرين في الماضي القادمين من يافع وشبوة والبيضاء عن طريق سلب حمَّة والسيلة البيضاء وصولاً إلى يافع الساحل في أبين، وأرض العبادل في لحج، وعدن، والعكس وهو ما أعطى القرية أهمية تاريخية وجغرافية لكونها نقطة عبور أساسية في تلك المرحلة .
ورغم هذا الدور الحيوي لم تحظَ يزعق ولا قرى يرامس عامة بأي عناية من السلطة المحلية، لا في الحفاظ على آثارها ولا في تحسين الطرق المؤدية إليها . فالطريق إليها ما تزال وعرة وشاقة يتكبد سكانها معاناة مستمرة للوصول إلى المستشفيات في أبين وعدن خاصة في حالات الطوارئ والولادة .
شهدت فيضانات عام 1982م لحظات صعبة، إذ جرفت السيول سواقي وأراضي المزارعين الواقعة على ضفاف وادي حسًان . ومن هنا بدأت أول موجات النزوح من قرى يرامس نحو مناطق خنفر وزنجبار واستمر النزوح حتى اليوم بفعل الجفاف وشحة المياه وتدهور الخدمات الأساسية ..







