تكرار الإرباكات في سفر المنتخبات اليمنية، أين تكمن المشكلة؟

 

بقلم / عبدالله الجفري

في كل مشاركة خارجية لمنتخباتنا الوطنية، يتكرر المشهد ذاته، ضجيج إعلامي، انتقادات حادة، واتهامات جاهزة للاتحاد اليمني لكرة القدم. وكالعادة، يحمل الاتحاد مسؤولية أي تأخير أو إرباك، بينما الحقيقة أن ما يجري خلف الكواليس أعقد بكثير مما يتوقعه الجمهور.
ولكي تتضح الصورة للجميع، هذه أبرز العوامل التي تعيق الاتحاد عن أداء التزاماته بالصورة التي يطمح إليها الجميع.

أولاً – محدودية الإمكانيات المتاحة
الاتحاد يعمل ضمن ظروف مالية وإدارية صعبة، ومع ذلك يدير في الوقت نفسه مشاركات أربعة منتخبات، الأول، الأولمبي، الشباب، والناشئين، كل منتخب يحتاج حجوزات، تأشيرات، ترتيبات، متابعة، ومراسلات لا تتوقف، وهذا حجم عمل ضخم حتى على اتحادات تمتلك ميزانيات أكبر واستقراراً أفضل.

ثانياً – شبه غياب للدعم الحكومي
في كثير من الدول، الحكومات تتكفل بملفات السفر والتأشيرات والتنسيق مع السفارات، أما في اليمن، فالاتحاد يقوم بالمهمة وحده، معتمداً على إمكاناته المحدودة، وهذا يضاعف حجم الضغوط عليه في كل مشاركة.

ثالثاً – التعقيدات المرتبطة بالتأشيرات
ملف التأشيرات مرتبط بإجراءات الجهة المنظمة والدولة المستضيفة، وغالباً ما تطلب مستندات إضافية أو تدقيقات تستغرق وقتاً طويلاً، ما يؤدي إلى صدور التأشيرات في وقت متأخر، ويربك كل الإجراءات اللاحقة.

رابعاً – أزمة الطيران والحجوزات
هذا من أصعب الملفات التي يواجهها الاتحاد، فعندما تتأخر التأشيرات، تصبح الخيارات الجوية محدودة جداً بسبب قلة الرحلات من وإلى اليمن والازدحام الكبير على شركات الطيران، وفي كثير من الحالات، لا تتوفر مقاعد كافية لجميع أفراد البعثة في الوقت المطلوب، ما يؤدي إلى تأخر السفر لأيام ريثما تتوفر رحلات مناسبة،
وفي حالات أخرى، يضطر الاتحاد إلى نقل بعض البعثات براً إلى السعودية لتأمين رحلات بديلة نحو الدولة المستضيفة، وهذا يفرض أعباء مالية إضافية وتنسيقاً مكثفاً خارج نطاق التخطيط الطبيعي.

خامساً – حجم العمل المرتفع لإدارة أربع منتخبات
التأشيرات، التذاكر، ترتيبات الفنادق، المعسكرات، التنقلات، الأجهزة الإدارية والفنية، مسؤوليات متلاحقة ومتداخلة تتطلب جهداً مستمراً، وتشكل عبئاً كبيراً على اتحاد يعمل بإمكانات محدودة وفي بيئة مليئة بالتحديات.

سادساً – الصورة الخاطئة لدى الجمهور
غياب المعلومات يجعل البعض يظن أن كل تأخير سببه إهمال، بينما الحقيقة أن الاتحاد يعمل بأقصى طاقته في ظل ظروف لا تشبه ظروف أي اتحاد آخر في المنطقة، ويقوم بجهد مضاعف لضمان مشاركة اليمن وحضورها الخارجي في أحسن صورة ممكنة

الخلاصة:
الإرباكات ليست ناتجة عن تقصير، بل عن واقع صعب من الإمكانيات المحدودة، والدعم شبه الغائب، وتعقيدات التأشيرات، وأزمات الطيران، وإدارة مشاركات أربعة منتخبات في وقت واحد.
إنصاف الحقيقة هو أول خطوة لرفع الوعي، ومعرفة حجم التحديات التي يواجهها الاتحاد وهو يؤدي واجبه تجاه الرياضة اليمنية.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى