دراسة صينية: التفاح يساعد في علاج السرطان

أبين ميديا /القاهرة الإخبارية – مازن إسلام

توصل فريق بحثي من جامعة شاندونج في الصين إلى فهم جديد لطريقة عمل مضاد الأكسدة الكيرسيتين، وهو مركب طبيعي موجود في التفاح والبصل والدوريان وعدد من الفواكه والخضروات، ودوره المحتمل في مكافحة السرطان.

 

وأشارت الدراسة التي نُشرت في مجلة Cell Metabolism، إلى أن فعالية هذا المركب في تثبيط نمو الورم لا تأتي من تأثيره المباشر فحسب، بل تعتمد أيضًا على تفاعل مهم مع ميكروبات الأمعاء.

 

تفاعل الميكروبات مع الكيرسيتين

وأثبت الكيرسيتين في دراسات سابقة قدرة على الحد من انتشار الأورام، لكن الآلية التي يجري من خلالها هذا التأثير لم تكن واضحة تمامًا. ومن خلال تجارب أجريت على فئران مصابة بورم الميلانوم، تبين أن ميكروبات الأمعاء تقوم بتفكيك الكيرسيتين وإنتاج مستقلب يسمى DOPAC، الذي يحفز جهاز المناعة ويعزز نشاط الخلايا التائية من نوع CD8+، المسؤولة عن مهاجمة الخلايا السرطانية.

 

وعندما أعطيت الفئران مضادات حيوية تقضي على الميكروبات، اختفى أثر الكيرسيتين المضاد للسرطان، ما أكد أن دوره يعتمد جزئيًا على عملية التمثيل الميكروبي داخل الأمعاء.

 

دور الميتوكوندريا

وأظهر الباحثون أن DOPAC يعزز ما يُعرف بعملية الالتهام للميتوكوندريا، وهي حالة تتخلص فيها الخلايا من الميتوكوندريا التالفة بهدف الحفاظ على نشاطها الحيوي. وأدت هذه العملية إلى دعم قدرة الخلايا التائية CD8+ على مهاجمة الورم. كما تبين أن تأثير DOPAC استمر حتى عندما منعت الميكروبات من النمو بفعل المضادات الحيوية، ما يدل على أن فعاليته مستقلة عن وجود الميكروبيوم بمجرد إنتاجه داخل الجسم.

 

دلالات بشرية محتملة

ولتقييم ما إذا كان لهذه النتائج صلة بالإنسان، جمع الفريق عينات من مرضى سرطان الكبد والقولون. وتبين أن مستويات الكيرسيتين وDOPAC كانت أقل بشكل ملحوظ مقارنة بالأفراد الأصحاء. هذه الملاحظة تفتح الباب أمام احتمالات جديدة، من بينها استخدام مكملات DOPAC كوسيلة لتعزيز العلاج المناعي، خاصة عند دمجه مع مثبطات نقاط التفتيش المناعية التي تُستخدم في الوقت الراهن لتمكين جهاز المناعة من استهداف الخلايا السرطانية بدقة أكبر.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى