يكشف عن السكر والسرطان.. العرق بديلا لفحص الدم قريبا

أبين ميديا /القاهرة الإخبارية – ياسمين يوسف

 

كشفت أبحاث طبية عن كيفية تطور تحليل العرق بسرعة من أداة متخصصة في الطب الشرعي إلى طريقة تشخيص طبية شائعة قد تُحدث نقلة نوعية في الرعاية الصحية، إذ يقول العلماء إن التعرق قد يكون مفتاحًا للكشف عن كل شيء، من داء السكري إلى مرض باركنسون والسرطان، دون الحاجة إلى وخزة إبرة واحدة.

 

وسيلة اختبارات طبية

وفقًا لموقع “Study Finds”، أحدثت التطورات التكنولوجية الحديثة توسعًا هائلًا فيما يكشفه العرق، إذ يُمكن الآن لأساليب التحليل المتطورة، مثل قياس الطيف الكتلي والفصل الكروماتوجرافي السائل تحديد مئات المركبات المختلفة في عينات العرق، بدءًا من الجزيئات التي تُشير إلى السرطان ووصولًا إلى المواد الكيميائية الغازية التي قد تُشير إلى مرض باركنسون، واضطراب عصبي تنكسي تدريجي يؤثر على حركة الجسم ويسبب الرعاش، وتيبس العضلات، وبطء الحركة، ومشكلات في التوازن.

 

وتُظهر الدراسة، التي ستُنشر في مجلة التحليل الصيدلاني، كيف أن عينات العرق أسهل في التعامل معها من طرق الاختبار التقليدية، فهي أقل جراحيًا وتحتوي على مواد أقل تداخلًا، ما يجعلها أنظف وأسهل في المعالجة من الدم أو البول.

 

واختبار العرق ليس جديدًا تمامًا، فعلى مدى عقود استخدمت مختبرات الطب الشرعي رقعة العرق للكشف عن المخدرات في القضايا الجنائية، واعتمد الأطباء على اختبارات كلوريد العرق لتشخيص التليف الكيسي، وهو اضطراب وراثي يُسبب ارتفاع مستويات الكلوريد في العرق.

 

مميزات إضافية

يتميز اختبار العرق بميزة فريدة، إذ يمكنه الكشف عن الهيروين ومادة تحلل تُسمى 6-أسيتيل مورفين، وهي مادة فريدة في أيض الهيروين. لا يوجد هذا المركب عادةً في عينات الدم أو البول.

 

وتساعد القدرة على الكشف عن هذه العلامة المحددة على التمييز بين تعاطي الهيروين غير المشروع والحالات التي قد يظهر فيها المورفين من مصادر أخرى، مثل تناول بذور الخشخاش.

 

كذلك استفادت مراقبة الكحول أيضًا من تحليل العرق، وأظهرت الدراسات وجود ارتباط بين مستويات الإيثانول في عينات العرق والدم، ما مهَّد الطريق لتتبع استهلاك الكحول بطريقة غير جراحية.

 

الكشف عن أخطر الأمراض

بالنسبة لمرضى السكري الذين يضطرون عادةً لوخز أصابعهم عدة مرات يوميًا لفحص سكر الدم، قد تُحدث مراقبة مستوى الجلوكوز في العرق تغييرًا جذريًا في حياتهم.

 

ووجدت دراسة شملت 7 مرضى سكري وجود علاقة وثيقة بين مستوى الجلوكوز في العرق ومستويات السكر في الدم عند جمع العينات بشكل صحيح لمنع تلوثها بسطح الجلد.

 

كذلك أسفرت أبحاث مرض باركنسون عن نتائج ملحوظة بشكل خاص، وفي دراسة شملت 150 شخصًا، فحص الباحثون الزهم -وهو إفراز زيتي غالبًا ما يختلط بالعرق- ووجدوا جزيئات دهنية مميزة لدى مرضى باركنسون مقارنةً بالأفراد الأصحاء، ويمكن أن تُشكل هذه الاختلافات في تركيب الدهون علاماتٍ للمرض.

 

إضافة إلى ذلك، حدد العلماء جزيئات محددة في العرق كعلامات تشخيصية محتملة لسرطان الرئة.

 

يعتمد تحليل العرق الحديث بشكل متزايد على أجهزة استشعار حيوية قابلة للارتداء وهي عبارة عن لاصقات أو أجهزة تُلصق بالجلد وتراقب العرق باستمرار.

 

وتصدّت الابتكارات الحديثة لأحد أكبر التحديات، وهو الحصول على كمية كافية من العرق للتحليل، وتستخدم بعض الأجهزة الآن تقنية تُسمى التأين الأيوني، والتي تُطبّق تيارًا كهربائيًا خفيفًا لتحفيز إنتاج العرق عند الحاجة، مما يُغني عن انتظار التعرق الطبيعي.

 

عقبات قائمة

على الرغم من هذه الآمال، لا تزال هناك عقبات كبيرة، إذ يختلف تكوين العرق اختلافًا كبيرًا بين الأفراد، بل وحتى لدى الشخص نفسه، تبعًا لعوامل مثل الترطيب، والنظام الغذائي، وكثافة التمارين، وموقع العينة من الجسم، كما أن انخفاض إنتاج العرق أثناء الأنشطة المستقرة وسرعة تبخره يُعقّدان عملية المراقبة المستمرة.

 

يُعدّ تحديد المؤشرات الحيوية للعرق ذات الأهمية السريرية الفعلية تحديًا علميًا رئيسيًا، فمجرد إمكانية اكتشاف مركب ما لا يعني بالضرورة أنه يُقدّم معلومات تشخيصية مفيدة.

 

وتشير المراجعة إلى عدم كفاية الدراسات التي تربط تغير كيمياء العرق بحالات محددة، ونقص البيانات طويلة المدى لرصد تطور المرض أو آثار العلاج مع مرور الوقت.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى