د.حسين لقور يكتب : حضرموت… لُب الصراع على الهوية والسيادة في الجنوب العربي

كتب/ د.حسن لقور بن عيدان

حضرموت اليوم تعيش وضعًا سياسيًا جديدًا. من بعيد، تبدو للبعض مجرد جزء من مشهد الحرب والأزمة التي تعصف بالمنطقة، لكن الحقيقة أعمق بكثير.

هذه المحافظة، التي كانت دائمًا ركيزة الجنوب العربي وتاريخه وطليعة نضاله السلمي، تختبر من جديد قدرتها على مقاومة مشاريع الهيمنة، بالضبط كما فعلت عبر قرون طويلة. والحقيقة، إذا حاولنا فهم حضرموت خارج سياقها الجنوبي، سنجد أنفسنا بعيدًا عن الدقة. لأن أي نقاش جاد عن حاضر حضرموت ومستقبلها يجب أن يبدأ من جذورها السياسية والتاريخية.

منذ فجر الممالك العربية الجنوبية القديمة، كانت حضرموت واحدة من الأعمدة الأساسية في منظومة الممالك العربية الجنوبية قبل الميلاد. وقفت جنبًا إلى جنب مع قتبان وأوسان وحِمْيَر، واحتفظت باستقلاليتها مع تعدد مراكز القوة، لكنها بقيت مرتبطة بالجنوب من عدن إلى ظفار. رغم أن المنطقة شهدت تنافسًا بين النفوذ الحبشي والفارسي والزيدي في فترات مختلفة، إلا أن حضرموت صمدت كاستثناء، ونجت من الخضوع لأي قوة خارجية. السبب؟ طبيعة المجتمع الحضرمي نفسه مجتمع مدني متماسك يعرف كيف يدير شؤونه بنفسه

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى