الحواشب.. صوت النفير الهادر وعزم الرجال الاشداء

أبين ميديا  ‐ تقرير – محمد مرشد عقابي

على طريق الوفاء للقضية العادلة وتجديدا للعهد مع الله والقائد عيدروس بن قاسم الزبيدي تُعلن قبائل الحواشب الشامخة، نفيرها العام وجهوزيتها العَالية لمواجهة أي تصعيدٌ يستهدف أمن واستقرار الجنوب العربي.

ومن كل قرى ومناطق المسيمير خرج الحواشب برجالهم الأحرار إلى ساحة الحرية في العاصمة عدن مُجسدين قوة الموقف وصدق اليقين وحقيقة الولاء لهذا الوطن الذي يتحرك الجميع اليوم من أجْله ويبذل كل غالي ونفيس وبعطاء غير مسبوق.

نضال طويل خاضه أبناء الحواشب مؤمنين بان الكرامة لا توهب والسيادة لا تمنح، فهم من كتبوا تاريخهم وتاريخ وطنهم بحروف الوعي والدم، الحواشب يؤكدون ان إرث أكتوبر ونوفمبر لم يكن حدثا منسيا، بل مدرسة مقاومة لا تنطفئ جذوتها أو يخبو نورها.

وهكذا تظل روح الثورة حية وحاضرة دائما في وجدان أبناء الحواشب كمنارة تضيء درب الإنعتاق والتحرر الممتد من طرد البريطاني بالأمس إلى تطهير تراب الوطن من دنس المحتل اليمني اليوم.

والجنوب الذي اسقط أعظم امبراطورية على وجه الأرض واسقط الجيوش الغازية بالأمس لا يمكن ان ينكسر اليوم وهو على شفى تحقيق حلمه في استعادة دولته وانتزاع قراره الوطني منتصرا بسلاح الوعي والموقف والدم، لقد أثبتت الأحداث ان من لم يركع في القرن الماضي لن يركع في هذا القرن مهما تعددت أدوات الحرب عليه.

وإذا كان أحرار الجنوب قي أكتوبر ونوفمبر قد وأجهوا المحتل بصدور عارية وإيمان راسخ فان أحرار الجنوب اليوم انتصروا على قوى الاحتلال اليمني بحكمة القيادة وتماسك الجبهة الداخلية وتضحيات الشهداء الأبطال وصمود رجال القوات المسلحة والمقاومة في الجبهات وبصيرة الشعب لا تفرط بثوابت الحرية والاستقلال واستعادة الدولة كاملة السيادة.

ويمثل بلاد الحواشب رقما صعبا لا يمكن تجاوزه، وجبهة قوية تصد الغزاة وتمنح الجنوب الأمان والقدرة على الصمود باعتبارها خط الدفاع الأول، كما تمثل الحواشب الركن الأشد صلابة في معادلة القوة الوطنية الجنوبية، ولأبنائها دور تاريخي في الفداء والتضحية لاجل الجنوب، ويمثل رجالها بنية نضالية وجهادية كبرى تثبت بالفعل لا بالقول ان الجنوب لن يكون ساحة مفتوحة للأعداء مهما أشتدت المؤامرات.

ولأبناء الحواشب سجل عامر وحافل بمواجهة الغزاة، ويرتبط حاضرهم بماضيهم من حيث الحفاظ على الأرث المقاوم لمشاريع الاحتلال والهيمنة والطغيان، فهم جيش مكتمل بعزيمته، لايطلب التجنيد لأن الإنتماء للأرض هو الهوية الأولى والسلاح الأول، وحين يستعرض المؤرخون مسيرة الحواشب ضد الطغاة والغزاة والمحتلين سيجدون ان أبطال الحواشب كانوا دائما في مقدمة الصفوف، من شدة بأسهم تتراجع الخيول ومن صلابتهم تتهاوى جيوش مدججة.

وما جسده الفدائي البطل الشهيد عبدالوكيل الحوشبي مؤخرا في معركة تحرير وادي حضرموت لم يكن إلا إمتدادا لذلك التاريخ النضالي والكفاحي الطويل والمشرف، ويوما بعد آخر يثبت أبناء الحواشب حضورهم الميداني والعسكري والأمني والإعلامي الفاعل، معلنين جهوزيتهم الكاملة للانتصار للجنوب في أي معركة مفصلية، فهذه ليست جهوزية شكليه، بل استعداد روحي وإصرار وطني ووعي يتجاوز مجرد الدفاع نحو صناعة النصر.

رجال الحواشب، هم صوت الجنوب المدوي في جميع الميادين، وسلاحه المدمر في نحور الشياطين، هم درع الوطن وطوقه الواقي وعزته وعنوان انتصاره الأول، وهم صمام أمان الجنوب وركنه الراسخ في معادلة الثبات والصمود، وهم الدرع الذي لاينكسر والصخرة الصُلبة الصماء التي تتحطم عليها مكائد الأعداء وتسقط بساحتها كل مؤامراتهم ضد هذا الوطن الغالي.

جسّدت قبائل الحواشب الأبية على مر التاريخ، أعظم صور البطولة في دحر المعتدين وإفشال رهاناتهم، برجوعها إلى الله وكتابه الكريم وسنة نبيه صلوات ربي وسلامه عليه، وإلتفافها الصادق والدائم حول القيادة الوطنية في كل المراحل والمنعطفات.

ومن على سفوح هذا الوطن الشامخ بثورته وقائده أبو القاسم ورجاله الصناديد، يعيد رجال الحواشب صيّاغة التاريخ وصقل المعادلات وإرساء مبادئ الوفاء والشجاعة والتضحية التي عُرفوا بها مُنذ الأزل وقديم الأزمنة بجميع الحروب التي خاضوا غمراتها ضد الغزاة والمحتلين.

فكل ميادين الوغى وساحات الحروب شاهدة على حضور الحواشب وتضحياتهم، وكل جبل ترفرف من أعَاليه راية العز كان للحواشب فيه بصمة لاتقبل بالهوان ولا ترضَ بالعار والإهانة ولا تمرر مخططات الغُزاة والطامعين، فالحواشب يصنعون من جماجم الأعداء والخائنين سياج الكرامة وسور يحمي هذا الوطن الذي لايُجتاح بأي قوة.

إن اكتظاظ ساحة الحرية في العاصمة عدن يوم أمس الإثنين برجال الحواشب الذين تقاطروا من كل حدب تلبية لنداء الواجب الوطني ملتحمين بإخوانهم أبناء الجنوب الأحرار، لم يكن سوى تعبير صادق عن موقف أبناء الحواشب الصادق والثابت والمُنطلق من قلب عقيدتهم وإيمانهم التام والمطلق بعدالة قضيتهم الجنوبية، كما يأتي لضم صوتهم إلى جانب صوت شعبهم الهادر والمنادي بإعلان دولة الجنوب العربي، وتأكيدا على جهوزيتهم العالية للتحرك ومواجهة أية مخاطر تهدد أمن واستقرار الجنوب.

أبناء الحواشب، هم رموز العزة التي لاتنحجب، ومشكاة نور تفند كل ظلمة، هم السيوف المسلطه على أعناق الأعداء، هم حصن الوطن المنيع، وهم الطلقة الأولى في خط التماس وهم النصر الإلهي المحسوم، وفي الماضي والحاضر والمستقبل سيبقى أبناء الحواشب متمسكين بدينهم ووطنهم، ماضون قدمًا حتى تحقيق النصر وإعلان قيام دولة الجنوب العربي بكامل حدودها المعروفة منذ ما قبل العام 1990م.

أن ميادين وساحات الحرب، تترجم صمود وثبات وشجاعة وتضحيات وحضور أبناء الحواشب، وعطاءهم وتاريخهم الحافل بالعنفوان الذي يُعانق عنان السموات، والغُزاة أدرى والمحتلين أعلم بها والجولات القادمة للميدان وللميدان رجاله.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى