أزمة مياه ميفع… قنبلة موقوتة تهدد بعودة الأوبئة

أبين ميديا/
سالم بانجوه| 24 ديسمبر2025

في مدينة ميفع الواقعة في مديرية بروم ميفع ساحل حضرموت لايشرق الصباح على الأمل بل على صفوف طويلة من الوجع على أصوات أوعية الماء لا زغاريد الحياة أقدام الأمهات تصنع طابوراً من المعاناة أمام المساجد وعلى أطراف آبار المزارع بحثًا عن قطرة ماء…

هكذا يبدو واقع المدينة اليوم أزمة حادة في مياه الشرب وانقطاعات مستمرة منذ أشهر دفعت بالأهالي إلى اللجوء إلى مصادر ملوثة لا تصلح للاستهلاك الآدمي لكنها باتت الخيار الوحيد.

المأساة بلا إجابة…والمشروع يحتضر بصمت:

السؤال الذي يُطعن به الضمير ماذا حدث لمشروع مياه ميفع؟هل انهار فعلًا؟ هل أصبح خارج الخدمة تدريجيًا؟ أم أن المشروع الذي يتبع المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي يدفن حيًا تحت أكوام من الأعذار الجاهزة؟ الديزل غير متوفر…”العطل الفني مستمر”… “الضخ سيتحسن قريبًا”… كلها حجج لم تعد تُقنع حتى الأطفال الظمأى.

واقع مُرّ.. ومعاناة لا تُحتمل:

في جولة واحدة داخل ميفع يمكن رؤية مشاهد تجرح الكرامة نساء يحملن أوعية الماء من مصادر غير صالحة لكن الحاجة دفعت بهن الى تجرع ذلك لأنه الخيار الآخر من قطع كيلومترات نحو مصادر نائية
نساء يحملن على رؤوسهن وظهورهن أحمالًا من العناء لا من الماء.

لا تحرّك من السلطة… ولا أفق للحل:

ما يُعمق الجرح هو غياب أي تحرك جاد من السلطة المحلية بالمديرية وكأن وجع الناس لا يعني أحدا…لا حلول بديلة لا صهاريج إسعافية لا تصريحات مسؤولة… فقط صمت ووجوه تُشيّع الأمل إلى المقابر.

الكوليرا تهدد من جديد:

مع كل يوم عطش تزداد المخاوف من عودة الأوبئة فالاعتماد على مياه غير آمنة سبق أن تسبب بكارثة صحية في المدينة واليوم التاريخ يوشك ان يعيد نفسه دون أن يتعلم أحد من الدرس…ومعها قد نخسر الأرواح قبل أن نكسب قطرة ماء نظيفة.

ختامًا…
ميفع لا تطلب المستحيل فقط تسأل أين الماء؟ أين المسؤول؟
والأهم متى تنتهي رحلة العطش؟

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى