رسائل السياسة في الغارة السعودية: تحليل استراتيجي

بقلم/ عوض آدم

الضربات العسكرية ليست دائماً أفعال حرب، بل هي في أحيان كثيرة لغة سياسة متبعة من قبل الدول لتحقيق أهدافها استراتيجية هكذا يتعارف عليها سياسيا . فالغارة السعودية الأخيرة على الأراضي اليمنية كانت إشارة سياسية محسوبة بدقة، وليست مجرد ضربة ردع أو تصعيد عسكري.
هذه الغارة تأتي في سياق محاولات السعودية لإعادة ترتيب أوضاعها الاستراتيجية في المنطقة، حيث تواجه تحديات كبيرة من قبل إيران وحلفائها.
الرسائل السياسية التي وجهتها السعودية من خلال هذه الغارة كانت متعددة الأوجه:
اولا . – للإخوان اليمن والرئيس العليمي فهي رسالة طمأنة بأن السعودية لم تتخل عنهم تمامًا، ولكنها تراقب الوضع بعناية.
.ثانيا- للولايات المتحدة الأمريكية تبقى إشارة إلى أن السعودية تراقب المشهد اليمني بعناية وتُمسك بخيوط اللعبة السياسية.
وثالثا- وللرأي العام: محاولة لتبرير موقف السعودية وتسجيل موقف سياسي واضح.
هذا التوجه السعودي يتوافق مع الموقف الأمريكي من الأزمة اليمنية، الذي يبدو براغماتيًا، حيث يركز على عدم عودة الإخوان إلى السلطة و تجنب صدام سعودي-إماراتي مع منع الفوضى والاضطرابات في المنطقة،
أمريكا ترى في المجلس الانتقالي الجنوبي قوة واقعية يمكن التعامل معها، والسعودية تتكيف مع هذا الواقع دون أن تظهر وكأنها سلمت الجنوب. هذا التكيف السعودي يعكس تحولاً استراتيجياً في موقفها تجاه الجنوب.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى