الإنسانية والمواثيق الدولية في غزة تُذبح بدمٍ بارد ..!!*

 

كتب علي عسكر*

كم هو مؤلم ومؤسف معاً حد البكاء على كل ما يحدث في غزة..إذ أن قلمي المتواضع هذا بات لا يستطيع وصف المجازر المروعة والإبادة الجماعية بحق العزل والمستضعفين من الشيوخ والنساء والأطفال وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع..!!
تكاد الكلمات تختنق في جوفي وتعجز يداي عن كتابة ما يعتصر قلبي من ألم يكاد يمزق شراييني وقهر مكبوت في داخلي مصحوب بموجة غضب عارمة تجاه الصمت المطبق والمخزي عربياً وإسلامياً ودولياً..!!
آآه ماهذا الذل والهوان ياليتني لم أخلق بهذا الزمان ..وياليتني لم أشاهد كيف أصبح حال العرب والمسلمين.. وإلى أي هوة سحيقة أنحدرت أمة كانت عظيمة سادت العالم .. وإلى أي مرحلة قد هوت..؟!
هل للحضيض وصلت أما قد تعدت الحضيض بمراحل..!!
لقد أبتلينا بحكام لا حمية الجاهلية فيهم ولا مروءة وأخلاق الإسلام لديهم.. فمن أرتضى منهم الصمت حيال ما يحدث لأهلنا في غزة فقطعاً هو يمتلك جينات وصفات وراثية رخيصة ومنحطة وخالية تماماً من الرجولة والكرامة فالمواقف المؤلمة والمذابح التي ترتكب في غزة لا يمكن السكوت عنها لمن كان يمتلك ولو ذرة بسيطة من النخوة والشجاعة..!!
فعندما يختل ميزان العدل ويحتضر المنطق وتذبح الإنسانية والمواثيق الدولية في غزة تطل علينا أمريكا كالعادة على هيئة قواد رخيص لتدعو الأطراف الأخرى إلى ضبط النفس بينما هي تدعم وتقف بجانب المجرمين الصهاينة قتلة الأطفال..!!
أي عار هذا..وأي لعنة هذه وأي تفسخ وإنحطاط ديني وأخلاقي أصاب الأمة الإسلامية والمجتمع الدولي بحيث يجعلهم لا يستطيعون رفع الظلم عن كاهل إخواننا في غزة بل حتى لم يستطيعوا إدخال قنينة مياه شرب واحدة إلى داخل قطاع غزة..!!
أن كل ما يحدث في عزة سيبقى وصمة عار أبدية في جبين العالم أجمع وستظل اللعنات تلاحق كل من خذل أو تأمر على أهلنا في غزة إلى يوم الدين..!!
تباً للمواثيق الدولية..تباً للعدالة الغربية الزائفة والكاذبة.. تباً لمجلس الأمن الصهيوني .تباً للأمم المتحدة اليهودية…!!
ياترى أين أختفت وتلاشت وذابت كالملح جميع الفصائل والتنظيمات الجهادية الإسلامية التي صالت وجالات خلال الربيع العربي وما بعده..؟!
أين هم وما هو موقفهم أمام كل ما يحدث بحق الشعب الفلسطيني بغزة من قتل وتنكيل وحصار وتشريد وحرب إبادة جماعية لم تستثني البشر والحجر وحتى الشجر ..؟!
أين حميتهم..أين نخوتهم وشجاعتهم..أين من يتمنون الشهادة في سبيل الله ..أين أختفوا الذين يبحثون عن الجنة خلال الصراعات العربية- العربية..!!
أين أختفت فتاويهم وجهادهم..أما الفتاوي والجهاد ضد العرب والمسلمين فقط أما اليهود فأبناء عمومتهم ..!!
أين أختفت صواريخ الذين شوهوا الجدران في كل الحارات والشوارع بالمحافظات الشمالية بالشعارات الكاذبة الموت لأميركا الموت لإسرائيل..!! ففي غزة ميادين الرجال ومصانعها بينما حروب الجدران فمكانها ليس في غزة العزة والكرامة بل في عقول الأغبياء والمغفلين وفي قلوب الجبناء..!!
إن العبرة من صمود غزة وأهلها الشجعان تكمن بنوعية الرجال وليس بعددهم..فالأعداد الكبيرة لا تعني شيئاً بدون وجود إيمان راسخ وعقيدة ثابتة..!!

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى