الجيل الجديد وصعوبة فك الخط والحساب ….


بقلم //نجيب الداعري

مواضيع متعدده تمر بخواطرنا المشوشة نتاج الواقع المرير والمؤلم الذي نعيشه ورسى على ضفاف شواطئ حياتنا المنهكة.

لا نعلم من اين نبدا او عن اي موضوع نتحدث؟؟ ولكن!!!

لابد لنا ان نخوض في حنايا احداها والتمعن فيه ونرجى ماتبقى منها لحين النظر فيها ونجعلها على رفوف الانتظار حتى ياتي دورها..

نتطرق في فحوى مقالنا عن مصائب الجيل الجديد مع التعليم ومعاناته من مصاعب فك الخط والحساب وما دفعنا للكتابة عن هذا الموضوع بالذات ما نشهده ويشهده الجميع في منازلهم من بلادة بعض الطلاب الفائقة الا من رحم الله وخيبة الامل التي زُرعت فيهم بعناية

نخوض احبتنا بموضوع التعليم وسياسة التبليد الممنهج التي تعوّد عليها الجيل الجديد في محافظاتنا المحررة..

لم نطرق باب التعليم ومصائب الجيل المتبلد الا بعدما شاهدت اعيننا مآسي تُرتكب بحقه, تكون بدايتها عادةً من الأسرة وتنتهي بالمدارس الحكومية والاهلية بمستواياتها الابتدائية والاساسية والثانوية

وقد يرمي البعض بذالك الحمل وتتجه اصابع الاتهام صوب المعلم من التوهان والتبليد الذي وصل اليه الطلاب وذلك من خلال:ــ

ــ عدم قدرتهم على القراءة
ــ عدم اجادتهم كتابة بعض الكلمات
ــ الضعف الشديد في المسائل الحسابية البسيطة

واكتفينا هنا بالقراءة والكتابة والحساب فقط لشد انتباهكم كونها الاساس كما كان يقول لنا اجدادنا,,, ولم نخوض في غمار المواد العلمية الاخرى واللغة الانجليزية التي اصبحت الان تعرف بلغة العصر مع توأمها الكمبيوتر..

المعلم هنا قد يكون جزءً من المشكلة ولكن ليس كلها ,,

وهدفنا لم يكن هنا لاجل التخوين او النقد او التقليل من شان احد ولكن احببنا ان يتحمل كل من له علاقة مسؤوليته في القيام بواجبه تجاه أبنائه بل تجاه جيل متبلد ان صح التعبير اكتفى فقط بما يُملى عليه بالملخصات من سؤال وجواب تقوم بها بعض إدارات المدارس بحجة عدم توفر الكتاب المدرسي الذي يعتبر هو الاخر من اسباب مشكلة تراجع مستوى التحصيل العلمي في جنوبنا الحبيب , متناسية تلك الادارات بان ماتقوم به قد يكون ضرره على الطلاب اكثر من نفعه

وعند سؤالنا للبعض اجاب بان
السواد الاعظم في مسالة التبليد يكمن في هرم الوزارة الفاسدة تحت مظلة الوزير المعاق العكبري مروراً بمكاتب التربية بالمحافظات والمديريات, وصولاً لإدارات المدارس ومعلميها ,وانتهاءاً باسرة الطلاب انفسهم الذين تخلوا عن اداء واجبهم الاسري في المتابعة المستمرة لأبنائهم ورموا بحملهم على المدرسة التي اكتفت هي الاخرى بممارسة اسلوب ايصال المعلومة حسب القدرة ليس إلا..

وما اوجع قلوبنا رؤية بعض طلاب المرحلة الاساسية لا يجيدون القراءة
وطلاب الثانوية العامة لا يجيدون الكتابة
وطلاب من كلا المرحلتين لا يستطيعون استخدام العمليات الحسابية الاربع
الجمع والطرح والضرب والقسمة,,,

وهذا ما دفع البعض اثناء النقاش بطرح سؤال مثالي مفاده,, كيف نجح ذلك الطالب وانتقل من مرحلة الى اخرى على مراى معلمي تلك المواد؟؟…

فهل عرفتم اين يكمن الخلل سادتي؟؟ هل ترونه من وجهة نظركم عند المدرسة ومعلميها الافاضل؟؟ ام بالأسرة ام في عقلية الطالب نفسه؟؟؟

نقلنا لكم صورة مما يمر به هذا الجيل والجميع يشاهد ذالك مباشرةً اما بابنائه او ابناء جيرانه او فيمن سواهم,,

فلماذا ومن باب النصح والارشاد كوجهة نظر شخصية وقبل ان يتم اقحامهم بفهم المواد العلمية واللغة الانجليزية لا يتم الاهتمام بتعليمهم اساسبات الأملاء في القراءة والكتابة وتفعيلها في حصصهم اليومية بشكل مكثف وتكرار ذلك باستمرار مع تحفيظهم لجدول الضرب خلال الشهر الاول من بداية العام الدراسي بدلاً من الاهتمام بالمواد العلمية الاخرى التي اجهدت عقول الطلاب دون فائدة, ,,,,,, فما قيمة ذلك التلميذ اذا لم يكن لديه القدرة على فك الخط والحساب

جيلنا الحالي الا من رحم الله. ذاهب الى الهاوية ويجب على الجميع ان يعمل قدر استطاعته بردم حفر الجيل الجديد..

ونقول ختاماً اذا اردتم جيلاً متسلحاً بالعلم عليكم باعادة هيبة المعلم وعصاه التي هي الدواء الشافي لكل عله يمر بها هذا الجيل الخرب او مايطلق عليه بالجيل المعاق ان صح التعبير الا من رحم الله

فهذه العصا كانت كفيلة بأن تجعل تلميذاً في الصف الثاني الإبتدائي يقرأ الجريدة بطلاقة ، وأن يتقن الإملاء والكتابة وحفظ جدول الضرب..

• هذه العصا كانت كفيلة أن تجعل التلاميذ يفرون إلى بيوتهم إذا ما لمحوا المعلم من مسافة بعيدة يمشي في الشارع..

• هذه العصا خرجت أطباء ومهندسين وطيارين وضباطاً ورؤساء دول..

ارسمو لابنائكم طريق مستقبلهم قبل فوات الاوان

و كما قال الشاعر :

لَا تَحْزَنَنَّ على الصبيـــانِ إنْ ضُرِبُوْا
الضربُ يَفْنَى وَ يَبْقَى العلمُ و الأدبُ

الضَرْبُ يَنْفعهم و العلمُ يرْفَعُهُمُ
لَوْلاْ المَخَافَةُ مَا قَرأوا و لا كتبُوا

لَوْلاْ المَخَافَةُ كان النّاسُ كـــلهمُ
شِبْهُ الجَمَادِ فَلا عِـــلمٌ و لا أدبٌَ

دمتم في رعاية الله

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى