الـرئـيـس الـمـواطـن ســــالـــمــيـــن الوطن والثورة

كتب/حــسـين الـجــبلي

ســــــالـمـيـن الرئــيـس الــمواطــــن.. والمواطن الرئيس
لمنجز الثورة الوطنية الرابع عشر من أكتوبر 1963م.

لم تكن ثورة أكــتـوبــر العظيمة حدثاً وطنياً هاما على مستوى الجنوب ومتطلباته السياسية المصيرية آنذاك فقط..
بقدر ما كانت حدثاً تاريخياً إستثنائياً في غاية الأهمية والمكانة الإستراتيجة لجغرافيا الموقع الهام جداً على مستوى الوطن العربي والدولي،
وهذا التميز الهام بخارطة المياة الدولية هو الذي جعل منها محط انظار دائمة الجذب لتحالفات المطامع والمصالح الخارجية لتشكل هذه الثورة حراكاً ثورياً قومياً بالغ الأهمية والدلالة في ظل المد الثوري العربي والقومي الرافض للهيمنة الاستعمارية ..
حيث كان المخاض الوليد شديد التأثر بعمق الفكر الثوري التحرري وغاياته الوطنية الخلاقة.
ليثمر هذا النتاج وينجح باستنهاض قوة الشعب نحو الانتماء الوطني لتعزيز حركة المسار الثورية والنضالية بما يلبي اهداف غاياته المنشودة. وبالتالي شكلت مخلفات التركة المثقلة التي خلفها الاستعمار البغيض من وضعاً اقتصادياً مأساوياً و معيشياً بائساً تعج اركانه بالفقر والجهل والتشرذم وبؤر الإنقسام المتباينة ..
لتفرض حتميات هذا الواقع المزري والاليم حكمة الدور القيادي والريادي الهام لطفرة الرئيس المواطن والمواطن الرئيس ســالمـين وكوكبة القيادة الفذة والملهمة من ثوار الجبهة القومية ومناضلي تحرير ثورة14 اكتوبر الباسلة.
ومن منطلق هذا العمق الانتمائي الوطني بزغ فجراً جديداً يبلور صياغة اهداف المسار لرؤية مفهوم بناء الدولة ومؤسساتها..
حيث مثلت الكاريزما الحية المبهرة بكل تفاصيلها الفطرية الخلاقة لشخصية الرئيس الأب ســالمــين الانطلاقة المثلى لتؤهله عن جدارة واستحقاق منقطع النظير لم يشهد تاريخ اليمن المعاصر ولا الجنوب الحبيب مثله كملكاً متوجاً على قلوب السواد الاعظم للجموع الغفيره من الفقراء والمساكين والعمال والكادحين والصيادين وكافة شرائح الجغرافيا الجنوبية وكمْــلهم لقيادتها ورائداً لمسيرتها التنموية وآفاق ازدهارها
ليشكل ذلك التعايش مخاض الإنسان والارض نحو مايطرحه مشهد الواقع من تحديات متطلبات نهضة البناء والعمران والمدنية..
لقد مثل التعليم المجاني أهم المرتكزات الاساسية الهامة والملحة في سلسلة حراك نمو الدولة وتطورها اللاحق بحيث تمت جدولة خطط وبرامج التعليم على سلم اولوياتها.. لتسخر الدولة الفتية الواعدة كل الإمكانات المتاحة لديها للارتقاء بالبرامج التعليمية المواكبة لمتطلبات المرحلة ومستقبلها التنموي. وتمخض ذلك بانشاء مراكز البحوث والدراسات لاعداد وصياغة المناهج التعليمية والتربوية الملبية لتلك الغايات..
فما أجمل ذكرى الثورة حين تصدح الاصوات وتجلجل بالاناشيد: بالله عليك ياشاب بوس التراب
بوس التراب لغبر اصله شباب
اصله شباب
ماتوا هنا والدم سحسح وسال بوس بوس بوس التراب لغبر
من دمهم لي سال نصنع شراب
اسمه شراب الحريه نعم الشراب
داخل عدن اوحضرموت او زنجبار
اوحيد ردفان
فحين خرج الشعب برمته ليلبي هذا النداء التاريخي الهام ليشيد الصروح التعليمية بمختلف مكوناتها، محو الامية لتعليم الكبار،معاهد تقنية وفنية ، مدارس التعليم الاساسي، الاعدادي، الثانوي، الجامعي..

ويسعدني في هذا المقام المشرف ان اشير بكل فخر واعتزاز للنظرة الابوية الصادقة الملهمة واللفتة الكريمة بكل ثقلها الإنساني للمعلم ســالمـين بتعميم بناء مدارس ابناء البدو الرحل وملحقاتها من الاقسام الداخلية التي كانت تتكفل بمجانية السكن والغذاء والعلاج والتعليم على نفقة الدولة، حتى يتسنى لكل ابناء البدو الرحل في الجبل والسهل بمختلف مديريات وقرى المراكز الريفية من نيل حقهم في التعليم ومواصلة طموحاتهم المستقبلية… وكان لمدرسة ابناء البدو الرحل ابين في مقتبل سبعينيات القرن الماضي النموذج الريادي الأشمل حيث توافدت إليها من كل حدب وصوب من ابناء الفقراء والفلاحين لجنوب الدولة الفتية والذي نراهم اليوم من قيادات الدولة وثقلها السياسي ومصدر القرار.. لتتلاحق الانجازات بشموخ توهج فكرها الوقاد من رائد فكرها الروحي وملهم حماسها الخلاق المبني على العزة والكرامة وعدم إيثار الذات..
سـالـمــين اليوم قود المسيرة
كـلنـا مـدفـع وشعبك ذخيرة
ياحبيب الشعب يابــن ربـيـع قود هذا الشعب حتى النهاية….

باصياف الشموس ولهيبها تذرف سيول العرق مدراراً لتروي عطش بكور الأرض وتكسوها اخضرار.. هنا تنحني القامات اجلالاً لثورتها، بكل المشاعر الانسانية المحبة للحرية والسلام،تترجم هذه الوجوه الشاحبة بابتساماتها العريضة نداء دعوة الاوطان لتشمر السواعد السمر بنقش الحجر لإرساء مداميك اوطانها.. ليسموا الإنسان وليبارك بالعز عزة الأوطان.. لملهم ثائر كرمه المواطن رئيسأ.. والرئيس ينحني لتكريم مواطن الاخلاق.. وتتصاعد خيلاء المجد زهوٕاً لتنجز نهضة ازدهارها.. على مكارم الجود وأصل الوفاء تشيد بنيانها.. ليرفرف علم المجد والشموخ خافقاً بموكب النصر لينجز اهدافه السامية والخيرة في ركاب مسيرة الشعب وثائرها ســــالمــيـن..
كانت شواهدها مصنع تعليب الاسماك، مصنع 7 اكتوبر، مزرعة لينين لتربية المواشي والابقار، مصنع الكود لبذرة القطن(المحلج)،محطات الطاقة الكهربائية،شبكات المياة العذبة،شبكة منظومة الري لتصريف السيول والتي كان يشرف عليها مباشرة بل يقوم بري الاراضي جنباً ألى جنب مع المزارعين، وصناعة الزيت، اتحاد نساء اليمن ودور المرأة البارز في المجتمع وفي الحكم حيث اشرف شخصيأ على تاسيسه ورعايته، وبقية اوجه انشطة العمل والانتاح في شتى الميادين والأطر الثقافية والرياضية والأجهزة النقابية والرقابية ومنظمات لجان الدفاع الشعبي وبقية الصروح الخلاقة الاخرى التي كانت تصقل من خلالها قدرات المواهب الشبابية للارتقاء بمكانتهم الهامة في المجتمع.. وكذا التشريف الوطني في المحافل الدولية والاولمبية بمختلف انواع النشاط الرياضي.. هنا تسطر الاقلام للتاريخ صروحاً للمجد والعزة.. هنا تقرع الاجراس مدوية باهازيج افراحها نشوى وطرباً.. هنا يدون التاريخ للوطن انشودة.. هنا ردفان، سالمين قود المسيرة، ياشباب ياشباب، بلادي الى المجد، نوفمبر اليوم جانا، عود لنا من جديد، فيه استعدنا الكرامة، واصبح الكل سيد..
وفي بواكير الصباحات المشرقة يدون التاريخ ذلك الاصطفاف الوطني لهذا الشعب الجنوبي المكابر بعز إنجازاته وشموخ كبريائه هذا الشعب الابي على امتداد الساحات يعلن باعلى صوته زلزال يزلزل الارض مدوياً ليترجم ذلك الشعور الاخاذ المهيب والملهب حماساً واتقاداً ليجسد تلك الروح الواحدة في انتماء الوطن وعزتة وكرامته وعدم إيثار الذات، ليعلن قراره لقيادته بكل فخر نعم لتخفيض الرواتب..
اليست هذه الثورة طفرة؟ أليس ملهمها سالمين طفرة؟ وأليس الشعب الجنوبي استثناءً للثورات؟
هذه الأمة التي تعيش في ركن اقاصي مشارق الارض، بفقرها وجوعها وكل امراض ومخلفات الاستعمار البغيض.. عاشت الحلم.. وجسدته حقيقة،ومن الالهام عاشت الحدث لتخلق التميز،وبالتميزصنعت ثورة المستحيل،و المستحيل أصبح واقعاً حيوياً ينتج وطن..
سالمين انتماء وغرس الانتماء بشعبه،سالمين صادق امين ألهم امته بانتماء عز قضيته، سالمين ثائر لم يبحث عن السلطة، النفوذ، القوة، بل هي من أتت إليه بتفويض استثائي من الشعب مكرمة وحب صادق خالص بطهر هذه الارض وعذريتها وكان عند مستوى الحدث وجدارة ونبل النداء،حكم شعبه بالحب والإخلاص والاخلاق والانسانية الرحبة، فبالمحبة للخير والسلام يزهد الانسان في وطنه، سالمين قضية شعب والشعب حراك القضية، سالمين تعايش مع الشعب وادرك إن بالتعايش تبنى الاوطان، سالمين مساراً خالداً على خطاه تبحر قوافل الثائرين، سالمين رمز ذكرى للمساكين والفقراء المطحونين، لا ولم ولن يمحو خطى اثره مواكب العتاة والغزاة الطامعين..
المجد والخلود لشهداء ثورة 14اكتوبر المجيدة

زنجبار 20-10-2023

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى