القضية الجنوبية.. الواقع والأمر الواقع

كتب: توفيق جزوليت

حاضر الجنوب و مستقبله ليسا من اهتمامات الإمم المتحدة و المنتظم الدولي …و لا يمكن تحقيق استعادة الدولة في الجنوب إلا بدعم صريح من دول الجوار و في مقدمتها السعودية

أماالقانون الدولي تتجلى معضلته و سلبيته في انعدام آلية للتطبيق ، في الوقت الذي تقلصت بشكل واضح المعالم مصداقية منظمة الأمم المتحدة التي تخدم مصالح الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن،.. و هناك ما يكفي من المعطيات التاريخية التي تؤكد فشل الأمم المتخدة في تطبيق المبدأ الذي على أساسه نشأت ألا و هو العمل على حفظ “السلم و السلام ” في العالم …لهذا و ذاك فهي في حاجة ماسة إلى إصلاح جذري ، لاستعادة صدقيتها ، يظل دورها حاليا ينحصر فقط على الوساطة

الجولات الديبلوماسية التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى الخليج لا ترق إلى تطور ملموس يهدف إلى إنهاء الأزمة في منطقة اليمن، في غياب ضغوطات من قبل الدول النافذة في مجلس الأمن لإقرار سلام يجعل من المطالب المشروعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي (الذي يستمد شرعيته من الرأي العام الجنوبي ) في استعادة دولته عاملا أساسيا و ليس ثانويا خلال المفاوضات لتحقيق سلام شامل و دائم تنعم به دول الجوار و منطقة اليمن

المعطيات إلى حدود كتابة هاته السطور تدعو إلى القول أن ” دار لقمان لا تزال على حالها ” و أن المساعي الأممية لم تراوح مكانها، و لا تعدو أن تكون عبارة عن ممارسة العمل الدبلوماسي التقليدي ، وًهو مرشح أن يطول إذا لم يحصل اتفاق بين الأطراف المعنية على تجاوز الأمر الواقع “status quo “و الدفع بالمشاورات إلى مرحلة ما قبل مفاوضات الحل النهائي

في المقابل يبدو لي جليا أن ديبلوماسية المجلس الإنتقالي الجنوبي تقوم على مبدأً و أسلوب ” النفس الطويل” كقاعدة في التعامل مع المعطيات و التطورات الإقليمية و الدولية المتعلقة باستعادة الدولة إلى أن ينضج الموقف الخليجي، و تسعى الرياض إلى فض الغبار على موقفها الضبابي من القضية الجنوبية . و ذلك بدعم مساعي أهل الجنوب على إنهاء عقود من عدم الاستقرار الأمني وً ألأوضاع الإقتصادية المزرية بل و المأساوية
يفسح المجال إلى المنتظم الدولي من خلال هيئة الأمم المتحدة قصد تبني و الإشراف المباشر على مفوضات تفضي إلى إحلال السلم و السلام و الأزمة مستمرة

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى