حكاية البقرة وسطل ألحلاب

 

عبد المنعم
الشرمي

أبين .. وما أدراك ما أبين .. !!

فالطالما راق للبعض تسميتها
بخاصرة الجنوب نظرا” لما تمتلكه من تاريخ وأرث نضالي
مشرف , ألى جانب الدور والتأثير المحوري لأبناءها
عبر المراحل والمنعطفات السياسية التي مر بها الجنوب
منذ الأستقلال الى حد الأن .
واخرون يروق لهم تسميتها بسلة الجنوب الغذائية
بما تمتلكه من ثروات زراعية وحيوانية وسمكية.. الخ

ولكن وكون ابين واقعة حاليا” تحت البند السابع الدولي أسوة” ببقية المحافظات الأخرى ,
فهي ايضا تعاني من وقوعها كحالة منفردة تحت طائلة وتبعات البند السابع الخاص بسلطة وحكم دولة
الحلابين ان جاز لنا التعبير ..!

فلا غرابة ان اعتبرها ونظر
اليها رموز وهوامير هذة المرحلة كبقرة حلوب تدر المئات
من جرار الحليب الطازج والسمن البلدي يوميا ليذهب
ريعها الى كروشهم المترهلة شحما” ولحما .

في حين لايرون في أبناءها سوى قطيع من الثيران
المنهكة جراء سنوات طوال من ممارسة سياسة
التجويع والأفقار الممنهج لمقدرات المحافظة التي
مارسها ولايزال يمارسة هوامير النهب والجبايات
المنظوين تحت لواء دولة الحلابين ورعاية كبيرهم
الذي علمهم فنون الحلب وأساليب الحلابة…!!

اما من لم يروضه الجوع ولم تكسر شوكته ظروف الفاقة والعوز فسايعتبرونه كثور مشاكس وغاوي مشاكل او في راسه
خبر .

وبالتالي فهو بحاجة للترويض اما عن طريق
ممارسة سياسة الترهيب خصوصا ان كان لايمتلك ظهر أو سند يحميه .

أو من خلال ممارسة سياسة
الترغيب والأحتواء .وهو الخيار المفضل لديهم في حال كان ذلك الثور
غير المروض يمتلك ولو قدر ظئيل من التأثير الشعبي او النفوذ القبلي.
وبالتالي سيسعون لأحتواءه على الفور .
.
ومرد ذلك كون تلك العصابة ماهي الا مجرد عصابة من اللصوص
والسرق لايرغبون في ان يزعجهم احد او يعكر صفو
عيشهم المترف .بالرغم انهم لطالما زينوا بوابات
قصورهم الفخمة بعبارة ( هذا من فصل ربي ..!)
ولطالما أكثروا من الحديث حول ( اليد اللي ماتسرق ماتخاف )
في مقايلهم السلطانية المت,فة.

لذا أن كنت من ذوي الطموح وهمك في المقام الأول
يكمن في تحقيق مصالحك الشخصية عوضا عن
مصالح أقرانك من بيقة القطيع .

فما عليك الأ أن تتغمس دور الثور
المشاكس الذي ( يخور خارج السرب )
وكلما اكثرت من الحديث حول ريع البقرة الام او تسألت
عن هوية المستفيدين من ريعها او طالبت بمحاسبة كل
من تسول له نفسه نهب ماتجود به البقرة من ريع
وأثرت المزيد من الجلبة حول,حرمان نسلها من بقية القطيع من نصيبهم المستحق .
كلما ازعجتهم ولفت انظارهم لما تمثله من خطر مهدد
لمصالحهم ومصدر ازعاج مثير للمشاكل سيرون
ظرورة ووجوب أحتواءه وأسكاته بتخصيص
سطل من الحليب الطازج او السمن البلدي كمخصص
يومي.سيحرص الساقي المكلف من قبل زعيم الحلابين
على ان يصلك الى عتبة باب دارك المنيف أسوة” ببقية الهوامير الأخرين وعلى غرار المخصص
المعتمد لكل هامور منهم وعلى ضوء ماتمتلكه من نفوذ.
وحتما سيسهم ذلك في ضمان مستقبلك ومستقبل ذريتك الى
سابع جيل قادم ..!

في الختام رسالتنا الأخيرة الموجهه للشارع الأبيني التواق
للحرية والأنعتاق من ربق هذة العصابة المارقة مفادها;
فعليه أن يدرك بأن تلك العصابة لن تتورع البته في محاولة وئد كل حركة
أحتجاج والضرب بيد من حديد على رأس كل من تسول
له نفسه المساس بمصالحها أو حرمانها من المخصص المعتمد
لكل هامور منظوي تحت لواءها مما تجود به البقرة الحلوب من ريع.
لذا فعلى كل من يسعى للتغيير ان يكون في المقابل على
أستعداد لتقديم التضحيات الجسام في سبيل تحقيق الهدف
المنشود في العيش بكرامة .

والله من وراء القصد

.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى