المُعَلِّمَة


•••••••••••
شاهد الشاعر الشاب مصطفى المخيري معلمة تعبر عن احتجاجها عن الوضع المأساوي الذي وصل إليه المعلِّم بتمزيق شهادة مُنحت لها، فكتب قصيدة (المعلِّمة).

حَارَ الكَـلَامُ كَأنَّ الـقَولَ قَــدْ تَــاهَا
وألْـجَمَ الوَقْـتُ من أهـوَالِــهِ فَاهَا

كَأنَّــمَا القَــوْلُ لَــمْ تُـسْـعِفْهُ ألْسِنَةٌ
حَــتَّى تَـجُـودَ لَنَـا بالـقَـوْلِ كَفَّـاهَا

تُمَـزِّقُ الظُلْمَ يُسْرَاهَا كَـمَا أخَــذَتْ
تُمَـزِّقُ الجُوْعَ دُوْنَ النُّطْقِ يُمْــنَاهَا

زَادَتْ عَلَيْهَا بِكَتْمِ القَـوْلِ حُـرْقَـتُهَا
وتُضْمِرُ النَّـفْسُ مَـا أبْدَتْهُ عَـيْنَــاهَا

لَهُــمْ نُفُــوْسٌ عَـلَى الآلَامِ وَاقِــفَـةٌ
تُـكَـابِـدُ اليَــوْمَ فِـي عَــجْزٍ بَلَايَاهَا

تُمْسِي وتُصْبِحُ فِي هَـمِّ وفِي كَـدَرٍ
كَـأنَّـمَا الـسَـعْدُ لَمْ يُـخْــلَقْ لِـيَلْقَاهَا

لَـهُـمْ مِنَ الوَقْتِ فِي الآذَانِ أُغْـنِيَةٌ
فَــالفَقْـرُ يَكْـتُـبُـهَـا والـقَـهْـرُ غَنَّـاهَا

يَا أُمَّــةَ العِــلْــمِ مَا للعِــلْـمِ مُمْتَهَنٌ
أتَـجْـحَـدُ اليَوْمَ مَن بِالأمْسِ رَبَّاهَا

لَفَّتْ صَحَائِفَهَا مِن بَعْدِ مَا انْتَشَرَتْ
وَالـوَقْتُ فِي ظُلُمَاتِ التِّيْهِ ألْـقَاهَا

تَبْكِي عَلَى العِـزِّ كَالبَاكِي عَلَـى طَلَلٍ
فَالأمَـسُ أرَّقَـهَا وَاليَـوْمُ أضْنـَـاهَــا

تَمْضِي إلى الآتِ والجُهَّالُ تُرْشِدُهَا
خَابَتْ وخَابَ بِهَذَا النَّهْجِ مَـسْـعَاهَا

كَـأنَّـنَـا الــيَـوْمَ والمَاضِـي يُؤَرِّقُـنـَا
أمْوَاتُ تَرْثِي بِبَطْنِ الأرْضِ أحْيَاهَا

« « « « « « • » » » » » »
✍🏻/ مصطفى المخيري
« « « « « « • » » » » » »

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى