التغير الأخلاقي واختفاء العادات الحسنة….
كتب ـ
نجيب الداعري
دعونا نبحر سويا في حنايا ودهاليز الحياة المظلمة والتي جعلت الجميع يعاني ويكابد الأمرّين في معترك ما وصل اليه من معاناة, ,
فلو نظرنا مليا على ما كان عليه الحال ايام زمان وكيف عاش الناس تلك الفترة من صفاء للقلب ونقاء للسريرة وطهارة البدن, وما وصل اليه حالنا اليوم في واقعنا المعاصر من بعض العادات الدخيله والتي كانت غير موجودة انذاك, وان وجدت بعضها يتم زجره و ارغامه على ترك ما ابتلي به من الجميع وبقلب رجلا واحد,فسنوا تلك الافعال وجعلوا منها قوانين يمشي عليها الجميع, ومن لا تردعه الدولة حينها توقفه الأعراف المجتمعية عند حده , وتربى الكل حينها على القيم الأنسانية والمعتقدات السامية التي جعلت الصغير يحترم الكبير, والولد يبر بوالديه, و الأخوة مجتمعون تحت سقف واحد, والجار مع جارة ,والناس لبعضها, , فـعاشوا. بقلوب متراحمه متآلفة متحابة يشد بعضهم بعضا,ولكن لو اتينا لواقعنا المرير الذي نعيشه في مجتمعنا مع دخول العادات والمعتقدات الغربية تاثرا بالمسلسلات وتطبيقها في كافة الجوانب الحياتية, والذي يشاهده الجميع بأم عينيه وما آلت اليه الامور جراء ذلك من الفتن والمحن وانتشار العادات السيئة سرا وعلنا والتي لا يرضاها الله ولا رسوله الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم,,
فلو تمعن الواحد منا النظر واطلق لخياله العنان للمقارنه بين الماضي والحاضر فقط في العادات الخلقية ولم نبحر في امور اخرى تغيرت جملة وتفصيلا,, لوجد تلك الفروقات واضحة و جلية وهي تحدث عيانا على مرأى ومسمع من الجميع وعلى ذكر ذلك يمكن ان. نلخص ذلك بعادات كانت سائده واندثرت في الوقت الحاضر ومنها على سبيل المثال
نوعية العلاقات من تعليم الآباء والأمهات والأجداد لأبنائهم وتفسير لهم معنى كلمة العيب واللوم, ووضعت لهم كذلك حجر الاساس لأصول التربية السليمة انذاك. لأجل تعليمهم العادات الخُلقية وتعدل من سلوكهم فكان ذلك التعليم بمثابة مدرسة مختزلة في احرف وكلمات بسيطة تغني عن الف دورة تدريبية باهضة التكاليف,, ولو نظرنا في الجانب الآخر من حياتنا لوجدنا كلمة العيب واللوم قد فارقت الحياة ودفنت وانتهت فترة صلاحيتها بانتهاء الاخيار الكبار ولم تعد تجدي نفعا, وصار الجميع يغني على ليلاه, ولا يعير منا. لكلام اقرب الناس اليه وزنا حتى وان كان ناصحا,, فهل رأيتم الى اين نحن ذاهبون ؟؟؟؟
ولمن لا يعرف فلتسمع وتفتح اذنيك وعقلك الذي سيطر عليه مرض الأنوية وعدم الأكتراث للنصح, نذكرك بان كلمات العيب واللوم
ـ تخرج منها رجال بمعنى الكلمة كانوا قادة في الشهامة والرجولة
ـ وتخرجت منها زوجات صابرات صنعن مجتمعات الذوق والاحترام,
ـ جسدت معنى الحب والألفة بين شرائح المجتمع المسالم ـ كانت تقال بدافع المحبة والاحترام,,
فتربى جيل متسامح يحب الخير للغير ويخاف على جرح المشاعر فكان مثلا عندما يتوفى احد من المنطقة او القرية او الحي المجاور لمنزله ومعه زواج , يحاول قدر المستطاع إنهاء العرس او عدم استخدام مكبرات الصوت تقديرا لمشاعر اهل المتوفي , بعكس ما يحصل اليوم والذي نجد فيه ابن العم لا يراعي شعور أخيه وابن عمه واقاربه وجيرانه بمثل تلك المواقف,, ,
بتلك الكلمات البسيطة التي كان يعلم بها الآباء والامهات والاجداد ابنائهم واحفادهم من احترام العم والخال والجار والمعلم وحثهم على الصفات الخلقية مثل:
التسليم و المسامحة ورفع قطعة الخبز عن الارض وتقبيلها,
ـ فتربى الصغار على عدم نقل سر الجار والدار,
ـ وتربت البنت على عدم لبس كذا وكذا لتكبر وهي متربية على الحشمة والستر والأدب,,
ـ و تربى الشباب على غض البصر وعدم النظر للنساء في الطرقات و رفع الصوت بوجه الأستاذ, وعدم الاستهزاء بالشيخ الكبير( المُسن ),,وغير ذلك من الامور التي سادت حينها وكانت بمثابة منبرا وخطب توعوية يرددها الأهالي بثقافتهم البسيطة, بعكس ما نجده اليوم من اقوال وافعال منافية للدين والأعراف والقيم والمبادئ التي حثنا عليها ديننا الحنيف, فصار الأبناء هم الذين يأمرون و ينهون في المنزل ورب المنزل وزوجته ضاربين للدف ونائمين في العسل ,لا يأبهون لما يتصرف به الأبناء و يظنون بذلك الفعل ويعتبرونه حبا لهم, ويعطوهم ثقه اكبر من حجمهم ,مع عدم تقديم النصيحة لهم وترديدها عليهم مرارا وتكرارا ليتعلموا ويفرقوا بين الصح و الخطأ,, ,
فشمروا يا رعاكم الله في الحفاظ على العادات الخلقية وتعليمها للأبناء قبل ان يقع الفاس بالراس ويجر لقاء ذلك افعال خاطئة من فلذات الأكباد يجني ثمارها بحسرة وندم الآباء والأمهات,, قال صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته…..
والله من وراء القصد