الإشاعات وخطرها على النسيج الاجتماعي الجنوبي

كتب/ علي الحاشي

يتعرض شعب الجنوب لحروب متعدة (سياسية، وعسكرية واقتصادية وإعلامية)

حروب ما تنفك ان تخفت حتى تعود بصورة اكثر عنفا وأشد ضراوة، ممعنة اذلالا ومهانة لكرامة شعب عزيز، بهدف دفعه لتخلي عن مشروعه الوطني التحرري

حروب رغم بشاعتها وفظاعتها، إلا أنَّا سنكتفي في هذا المقام بالاشارة الى إحداها، وأكثرها قذارة، واشدها خطوره وتاثيرا في الوعي الجمعي الجنوبي ، في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الجنوب، آلا وهي الحرب الإعلامية او حرب العقول والقلوب، المعروفة بـ(حرب الاشاعات ) او (الشائعات) كم يسميه البعض

والتي للاسف ظل الجنوب، رغم امتلاكه الكفاءات الإعلامية في تفنيدها ، اللاعب الاضعف في مضمارها، الفقير للامكانات الفنية، التي تمكنه من مجاراة الآلة الإعلامية والخلايا الالكترونية المعادية لمشروعه، المنتشرة في مواقع ومنصات السوشل ميديا

ما جعل من شعبع عرضه لكم هائل من المعلومات المغلوطة، والاخبار الزائفة، ومن السواد الاعظم من ابنائه، هدفا حصريا لأساليب الحرب النفسية من قبل قوى الاحتلال اليمني ومكينتهم الإعلامية، المستندة على أجهزة استخباراتية متمرسة، في انشاء الاشاعة و تحديد اهدافها وطريقة ترويجها،

وبما يجعلها قادرة على التاثير بدرجات متفاوتة على القناعات الشعبية، والتشكيك بالقيادات الجنوبية، واحباط المعنويات، وتفكيك اللحمة الجنوبية وتمزيق النسيج الاجتماعي وتدمير الانتماء الوطني الجنوبي، لدى الفئات الاجتماعية الاقل وعيا

حرب مع كل إشراقة يوم جديد، تزداد خطورتها وتستعر ضراوتها في النيل من قداسة القضية الجنوبية وتدمير النسيج الاجتماعي الجنوبي

الأمر الذي يستدعي من النخب السياسية والثقافية والاعلامية والدينية في الجنوب، تنحية الخلافات جانبا في هذه المرحلة الحرجة، واستشعار المخاطر المحدقة بالجنوب وشعبه ونسيجه الاجتماعي جراء تلك الاشاعات المضللة، وأثرها على حاضر ومستقبل الجنوب، والقيام بدورها في توعية الفئات والشرائح الاجتماعية بخطورة الانسياق خلف تلكم الشائعات

حروب تزداد قذارتها وتتضاعف مخاطرها، باستخدام تقنيات الجيل الخامس من هذه الحروب كالذكاء الاصطناعي
والذي يتطلب من القيادة السياسية الجنوبية الاسراع في التوجيه بوضع استراتيجية إعلامية وطنية جنوبية شاملة توحد الخطاب الإعلامي، وتضع أهدافها على المدى القريب والمتوسط وفقا للأولويات، وخطورة التحديات،

استراتيجية، تنقل إعلامنا من مرحلة تلقي الضربات والاكتفاء بردات الفعل، الى مرحلة المبادأة وتحليل المؤشرات، وتحديد المخاطر، وتحديد الفرص، وتوجيه الضربات الاستباقية، وايصال مضمون الرسالة الإعلامية الجنوبية، للاطراف المستهدف بمهنية عالية

استراتيجة تعزز الوعي المجتمعي وتحصنه من الاختراق والثقافات الدخيلة ، وتسلح إعلاميينا وناشطينا، بالامكانات اللازمة، والمعارف الكافية للقيام بمهامهم الوطنية في التصدي للحملات الإعلامية المعادية، ودحض الشائعات المغرضة، وتفنيد الاخبار الزائفة، التي تستهدف قيادتنا وقواتنا، ومشروعنا الوطني الجنوبي، ونسيجنا الاجتماعي، واحباطها في مهدها، بنور الحقيقة وقوة الحجة

استراتيجية إعلامية تكون حجر زاوية لاستراتيجية وطنية شاملة على الاصعدة كافة تتشارك فيها كل القوى السياسية والثقافية والإعلامية والدينية وخبراء ألأمن والاقتصاد ورجال الدين والقانون والتربية وأساتذة علم النفس وعلم الاجتماع

تأخذ على عاتقها إعادة تأهيل وتثقيف جيل النكبة (الوحدة المشؤومة) على أسس وطنية ودينية تعزز من قيم الولاء والانتماء للجنوب وقضيته الوطنية، وتسهم في بناء مجتمع جنوبي واع متسلح بثقافة مجتمعية جنوبية نقية، خالية من شوائب وعادات الفيد والنهب والتخريب والارتزاق التي جلبها المحتل اليمني

استراتيجية وطنية تعيد للشعب في الجنوب سؤدده ومجده، ومكانته بين الأمم المتحضرة

علي الحاشي

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى