قنابل أمريكا الثقيلة في غزة.. قتلت بشراً وأثارت جدلاً
أبين ميديا /متابعات /القدس – أ.ف.ب
تعتبر الغارة الإسرائيلية على منطقة المواصي في قطاع غزة من الأكثر دموية خلال أكثر من تسعة أشهر من الحرب، واستُخدمت فيها حمولة ضخمة من القنابل أمريكية الصنع، وفق خبراء الأسلحة.
وأدى القصف على مخيمات النازحين قرب شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى أرض منكوبة ومتفحمة. وأظهرت مقاطع فيديو التقطتها وكالة فرانس برس للهجوم سحابة بيضاء كبيرة تتصاعد فوق شارع مزدحم مخلفة وراءها حفرة كبيرة .
بينما تناثر حطام الخيام ومبنى تحول إلى ركام. وقال خبيران في الأسلحة إن شظية شوهدت في مقطع فيديو لموقع الانفجار كانت ذيل زعنفة من نظام الذخيرة الهجومية المباشرة المشتركة الأمريكي المعروف اختصاراً باسم JDAM. وتستعين هذه الذخيرة بنظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس» لتحويل قنابل السقوط الحر التقليدية غير الموجهة .
والتي تسمى «قنابل غبية» إلى ذخائر ذكية موجهة بدقة يمكن التحكم بها لضرب هدف واحد أو عدة أهداف. ويقول الخبير الفني السابق في الجيش الأمريكي تريفور بول إن صور الغارة على المواصي تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة من «نظام JDAM بنسبة 100 %» ومصنوعة في أمريكا. وأضاف إنه وبالنظر إلى أنواع القنابل المتوافقة مع نظام التوجيه وحجم شظية الزعنفة فمن المرجح أن القنبلة تزن 450 – 900 كيلوغرام.
احتجاجات
أثار الاستخدام المتكرر لهذه القنابل الكبيرة في قطاع غزة المكتظ بالسكان احتجاجات منظمات حقوق الإنسان وزادت الضغوط على الرئيس الأمريكي جو بايدن لإعادة النظر في ملف الأسلحة التي ترسلها بلاده لإسرائيل.
في 12 يوليو الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن المضي قدماً في إرسال قنابل زنة 500 رطل لإسرائيل بعد توقف مؤقت جراء مخاوف من احتمال استخدام ذخائر تزن ألفي رطل كانت موجودة في الشحنة نفسها، في مناطق مأهولة.
وانتقد البيت الأبيض مراراً إسرائيل بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة. وقال الرقيب المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي وخبير الضربات والاستهداف المشترك ويس براينت إنه كان من الممكن تجنب وقوع قتلى مدنيين وهو ما أسماه تجنب الأضرار الجانبية في المنطقة المحيطة. وأضاف «تقديري أن المدنيين الذين قتلوا في هذه الغارة كانوا في المجمع وليس في المنطقة المجاورة».
واستدرك «إما أن الجيش الإسرائيلي فشل في تقدير وجود مدنيين أو… اعتبر أن الخطر على المدنيين يتناسب مع الميزة العسكرية للقصف والمتمثلة بالقضاء على قادة حماس».
وحمّلت «حماس» إدارة بايدن المسؤولية القانونية والحقوقية عن إمداد إسرائيل بهذه الأنواع المتعددة من الأسلحة المحرمة دولياً.