شولة مطعم صالح حسين

كتب/أحمد يسلم صالح

أسمها الحقيقي الوابور ولكنها عرفت في عدن ومدن الدول المجاورة( بالشولة ) .. تعتمد على الكيروسين كوقود طبخ ، وكانت المطاعم قبل اسطوانات الغاز الحالية تمثل عمودها الفقري .. لها مكبس يضغط باليد ويزيد من قوة اللهب .
كانت أولى انبهاراتي بالمدينة من خلال تلك الآلة التي كان يقف خلفها طباخ ماهر جدا جدا أشبه بالرجل الآلي في جعار ..
كان صالح حسين وأخوه عبدالله يملكان ويديران مطعما شعبيا مرموقا يقدم وجبات الفطور والعشاء اللذيذة .. عبارة عن فاصوليا أو فول أو فاصوليا مع البيض مع أقراص الروتي الشاحط من فرن الشعملي الواحد منها يشبع جملا
أتذكر انها أرخص وجبة في العالم لا تتعدى في منتصف السبعينات الدرهم الواحد : قرص الروتي + مطيبة فاصوليا مع السليط الحالي وواحد شاهي أحمر بالهيل أو الجوز من يد العامل النخلي .. بين درهم الى درهم ونصف على الأكثر كنا طلابا ونتناولها بلذة ومتعة وذوق لاحدود له .
مازالت مخيلتي تتذكر عمنا صالح حسين بما يمتاز به من سرعة وبداهة وخفة وهو خلف ( الشولة ) تلك تارة يضرب مكبس الهواء لتعلية الاشتعال ، وفي لمح البصر يسكب بأنامله الذهبية قليلا من الزيت وشيئا من البصل والبسباس والتباتيك ثم يضيف طلب الزبون من كمية الفاصوليا اللذيذة ويضيف عليها حبة الى حبتين بيض ثم يحرك مافي المقلى بسرعة واحترافية وما ان يحين موعد الانضاج حتى يقذف بكل الكمية في الأعلى ثم بخفة يتلقفها بمقلاه ثم يدفعها الى صحن الفاصوليا لتقدم إلى الزبون وفيها لمساته الروحية بهناء وطيبة نفس وبسعر أرخص من التراب .
أكتسب المطعم شعبية جارفة وكانت كل بيوت جعار تحرص على شراء فاصولية الفطور والعشاء من ذلك المطعم الشهير ..
تمنيت مقطع فيديو وثقت حركات عمنا صالح حسين رحمة الله عليه السحرية التي لن يجيدها غيره في هذه الدنيا ، فعمنا صالح وأخوه عبدالله وأولادهما معلم من معالم جعار خنفر وكتلة من الطيبة والنقاوة والاخلاص للعمل والامانة
هذا المطعم وهذا المعلم صار وجعار وجهين لعملة واحدة فلا تذكر جعار الا ويذكر معها مطعم صالح حسين وأخيه عبدالله ، ورغم كل مطاعم جعار الوافرة في أيام عزها فلم يستطع مطعم منافسة هذا المطعم المعلم اطلاقا لا في الأسعار ولا في جودة الطبخ ولا في الطيبة وحسن التقديم منذ تأسيسه في الخمسينات .

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى