رسالة من عدن إلى حكومة المملكة المتحدة بريطانيا

كتب/المحامي جسار فاروق مكاوي

من عدن، المدينة التي شهدت حضورًا بريطانيًا دام عقودًا، نبعث إليكم هذه الرسالة ونحن نستذكر تاريخًا طويلًا من العلاقات بين شعبنا والمملكة المتحدة بريطانيا العظمى. تمر علينا اليوم ذكرى 14 أكتوبر، يوم الانتفاضة ضد الاستعمار البريطاني الذي بدأ في عام 1839 واستمر لأكثر من 129 عامًا في جنوبنا الحبيب، وخاصة في عدن، التي كانت مستعمرة استراتيجية لكم.
لا شك أن تلك الحقبة تركت أثرًا كبيرًا على النسيج الاجتماعي والسياسي لعدن والجنوب ككل. وإننا في هذا اليوم نتأمل تلك المرحلة ليس فقط لنستذكر معاناة شعبنا، بل لنؤكد أن نضالنا وتضحياتنا كانت ولا تزال جزءًا من نضال الشعوب من أجل الحرية والاستقلال. لقد قاوم الجنوب، وانتصر في 30 نوفمبر 1967 بتحقيق الاستقلال واستعادة السيادة.
اليوم، ونحن نحتفي بذكرى النضال والتحرر، نؤكد على أهمية بناء علاقات جديدة مع المملكة المتحدة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل. نأمل أن تكون بريطانيا اليوم شريكًا داعمًا لحق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته، وأن تسهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة من خلال دعم قضايا الشعوب العادلة.
نحن نؤمن أن بريطانيا، التي كانت ذات يوم جزءًا من تاريخنا، يمكنها أن تكون اليوم جزءًا من مستقبلنا عبر دورها الإيجابي في دعم تطلعاتنا وتحقيق العدالة لشعبنا.
من عدن، المدينة التي كانت يومًا رمزًا للاستعمار، نبعث برسالة أمل نحو المستقبل، مؤكدين أن الجنوب سيظل يسعى لتحقيق العدالة والحرية.
شعب الجنوب لن ينسى، ولن يتوقف عن نضاله من أجل مستقبل مشرق ومستقل.

عدن الحبيبة 13 أكتوبر 2024م .