رسالة الى القائد

كتب /المحامي جسار فاروق مكاوي

الأخ الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي
نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي
تحية طيبة وبعد،
أتوجه إليكم بهذه الرسالة الصادقة، وهي نابعة من القلب، كما تشرق الشمس في وضح النهار، تعبيرًا عن تطلعات شعب الجنوب، ورؤيتهم لدوركم الريادي في قيادة القضية الجنوبية على الصعيدين السياسي والدبلوماسي.
إن أنظار الجميع تتوجه نحو قيادتكم الحكيمة في هذه المرحلة الحساسة من مسار القضية الجنوبية، حيث شهدنا خلال الفترة الماضية العديد من الخطوات السياسية الحاسمة التي تقودها ، وكان آخرها تلك الكلمة التاريخية التي ألقيتموها من داخل أروقة مجلس الأمن الدولي، حيث مثلتم شعب الجنوب بكل فخر واعتزاز ضمن الوفد الذي رافقكم.
سيادة الرئيس، ونحن نقر بأهمية تلك التحركات والمواقف التي تتخذونها في الداخل والخارج، إلا أن وتيرة الأحداث تتسارع، وأحيانًا نلاحظ تأخر بعض الخطوات في أوقات قد يستغلها الآخرون لتحقيق مكاسب سياسية على حساب قضية شعب الجنوب. نحن ندرك أن هذه التحديات جزء من معركة طويلة، وأنكم بمسؤوليتكم الكبرى تواجهون هذه المحطات بحكمة وصبر.
اليوم، ونحن نشهد عودة المهندس حيدر أبو بكر العطاس، أحد الرموز السياسية البارزة للجنوب، نرحب بهذه الخطوة رغم كونها قد تمت في إطار الوفد الرسمي لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي. ولكن كان أملنا أن تكون أنت، يا سيادة الرئيس، في مقدمة هذه اللحظة التاريخية، تدعو إلى عودة أبناء الجنوب، من السياسيين والكفاءات الجنوبية في الخارج، للمساهمة في بناء وطنهم، رغم الأسباب التي دفعتهم للبقاء خارج البلاد.
إن هذه العودة ليست مجرد خطوة رمزية، بل هي رسالة للعالم ولشعب الجنوب بأن الوحدة الوطنية الجنوبية قائمة على لم الشمل واستعادة الكفاءات الجنوبية للمساهمة في بناء مستقبل الجنوب. نأمل منكم أن تكونوا المبادرين في هذا المسار، وتوجهوا دعوة صريحة لكل أبناء الجنوب في الداخل والخارج للانخراط في جهود بناء الدولة الجنوبية المنشودة.
ختامًا، نحن نقف بجانبكم، داعمين لمسيرتكم، وكلنا أمل بأن تواصلوا السير بخطى واثقة نحو تحقيق تطلعات شعب الجنوب.
دمتم بخير،
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.

عدن الحبيبة
15 أكتوبر 2024م