يوميات حمادي ( 1 ) حمادي .. والحساب المصرفي الفاضي

 

عبد المنعم
الشرمي

تنويه :
( شخصية بطل اليوميات المدعو ( حمادي ) هي شخصية
وهمية من نسج خيال الكاتب , وليس لها وجود على أرض
الواقع .. لذا وجب التنويه )

كان الموظف حمادي يستلم معاشه الشهري من يد الصراف اليدوي
بكل يسر وسهولة , وفي موعده المحدد في نهاية
كل شهر , برغم أمتعاضه من مسأله مبلغ البقشيش المستقطع
من قبل الصراف كأتعاب كون المعاش بالكاد يفي بتوفير أقل قدر من
متطلبات المعيشه حينها بسبب أرتفاع تكلفة المعيشه
بمعايير تلك المرحلة أنذاك .

وبعد سنوات من المعاناة بداء حمادي يتململ ويجاهر بعدم
رضاه كموظف وكمواطن بالحال الذي آل اليه الوضع مطالبا”
وغيره من الموظفين بأعادة هيكلة قانون المعاشات وتسوية
معاشه الشهري .أو أطلاق صراح علاواته السنوية المصادرة
منذ أعوام مضت لعلها تسهم بتخفيف ولو النزر اليسير
من معاناته وبالقدر الذي يمكنه كموظف من فئة ذوي الدخل
المحدود مجاراة الأرتفاع المطرد للأسعار على خلفية تدهور
القيمة الشرائية للعملة المحلية مقابل الريال السعودي
الذي بات كمؤشر ومعيار يحدد مستوى بورصة البيع والشراء
لجميع السلع في الأسواق المحلية .

الأ أن ذلك لم يرق ( للجماعة ) أصحاب القرار المؤثر المتربعين
على هرم القيادة.
ونكاية” بحمادي وبمن هم على شاكلته من موظفي القطاع الحكومي
المغلوبون على أمرهم ولزيادة مقدار جرعة المعاناة بادروا
الى اتخاذ جملة من التدابير العقابية يمكن تلخيصها على النحو التالي;

* نقل معاشه الشهري من البند الأول الى البند الرابع ( بحسب مايتردد ) برغم
محاولاته الحثيثة لأقناع ( الجماعة ) كونه بالكاد يحاول التغلب على تبعات
وضعه تحت البند السابع الصادر
من مجلس الأمن الدولي الا أنه لم يفلح في مسألة
أقناع ( الجماعة أياهم ) وباءت جميع محاولاته بالفشل .

* تلى ذلك قرار صادر من وزارة المالية بتحويل المعاشات عبر الوكالات المصرفية والبنوك . بالأضافة لمسألة ربط أستلام حمادي
لمعاشه بتحقيق شرط ألزامي يلزمه بأستكمال جملة
من الأجراءات البيروقراطية للحصول على رقم الحساب
المصرفي الخاص به كموظف أسوة” ببقية موظفي القطاع
الحكومي ,وتماشيا” مع أخر التحديثات المصرفية المتبعة
في جميع دول العالم المتحظر …!!!

وبالتالي صار حمادي الموظف يعاني الأمرين ومجبر على الوقوف
لساعات طوال عوضا” عن معاناة الزحام الشديد , بحيث
صار يترحم على زمان وعهد الصراف اليدوي برغم مافيه من
مثالب بحسب وجه نظر حمادي المغلوب على أمره .

* ولزيادة مستوى ودرجة التنكيل تعمدوا تأخير صرف المعاشات في وقتها المحدد بحجة عدم
توفر السيولة كعذر مستدام .
وعوضا” عن أستلام حمادي الموظف لمعاشه
في نهاية كل شهر .
وكثمرة لرزمة أجراءاتهم العقابية نجحوا في عملية ترويضه عقليا
ونفسيا” ليصبح معتادا” ومتقبلا” لفكرة ( إن لا مشكلة
لو تأخر صرف معاشه الشهري لشهرين متتاليين … !)

وهذا التقبل والأستلام الظمني أو بعبارة أدق
الرضى الأجباري بالأمر الواقع
هو في الحقيقة لم يأتي من فراغ بل نتاج
خطط تم وضعها بشكل منهجي ومدروس وتستند على
المثل الشعبي القائل ( جوع كلبك يتبعك …! ) .

* الخلاصة أن المدعو ( حمادي ) وكرجل أعمال محتمل
بات يمتلك اليوم حساب مصرفي فاضي
الا من المزيد من المعاناة والعذاب وقدر كافي من المهانة والأذلال
سيقتات من وفرة ريع هذا الحساب الوافر لما تبقى له من عمر …. !

.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى