يوم المرأة العالمي.. صوت لا يُكتم، ونضال لا ينتهي

كتب/سناء العطوي

في الثامن من مارس من كل عام، يقف العالم ليحتفي بالمرأة، ليتذكر دورها العظيم في بناء المجتمعات، ويعترف بجهودها التي لا تتوقف رغم التحديات.

لكنه بالنسبة لنا – نحن النساء – ليس مجرد يومٍ للتهاني والكلمات، بل هو محطةٌ لإعادة تأكيد موقفنا، لإعادة رسم معركتنا اليومية في سبيل الحياة، للحديث عن أحلامنا المؤجلة، وقصصنا التي لا تزال تُروى في ظلال المعاناة.

نساء بلادي.. قوة تتحدى الحرب والمحن

كيف لي أن أتحدث عن المرأة دون أن أشعر بالفخر؟ هي التي لم تهزمها الحرب، ولم تكسرها الأوجاع.

هي التي تقف في قلب العاصفة، تزرع الحب والأمل في أرضٍ مزقتها النيران. في كل زاوية من وطني، هناك امرأة تناضل بصمت، تربي أجيالًا رغم الحرمان، تعمل رغم القيود، تحلم رغم الظلام، وتصنع الحياة رغم الموت المتربص في كل مكان.

في القرى والجبال، في المدن المنهكة، في مخيمات النزوح، هناك نساء يكتبن ملاحم الصبر.
أمهات يحملن أعباءً لا تُحتمل، معلمات ينحتن في الصخر ليبقين شعلة العلم مضيئة، طبيبات وممرضات يقفن في الصفوف الأمامية يواجهن المرض والموت، صحفيات يوثقن الحقيقة رغم القمع والمخاطر، ناشطات ينادين بحقوق النساء رغم التهديدات.

بين الألم والأمل.. المرأة تصنع المستحيل

أن تكوني امرأة في هذا البلد، فهذا يعني أن تعيشي نضالًا يوميًا، أن تكوني قوية رغم الانكسارات، أن تصنعي من القليل حياة، وأن تحملي في قلبك وطنًا بأكمله.
ورغم كل هذا، لا تزال المرأة في بلادنا ترفع رأسها عاليًا، تبتسم رغم الألم، تحلم رغم القهر، تؤمن بأن الغد سيكون أفضل، ليس لأن الظروف تعدها بذلك، بل لأنها تؤمن أنها قادرة على تغييره.

ما الذي نريده في هذا اليوم؟

نحن لا نطلب احتفالًا مؤقتًا، ولا كلمات منمقة تذوب مع انتهاء اليوم. نريد صوتًا لا يُكتم، حقوقًا لا تُمنح على استحياء، فرصًا تليق بنا، وأمانًا يحمينا من أن نكون ضحايا للصراعات والانتهاكات.
نريد أن يُسمع صوت الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن، صوت الفتيات اللواتي حُرمن من التعليم، صوت الناجيات من العنف، وصوت كل امرأة تقاتل لأجل البقاء.

المرأة.. عنوانٌ للصمود وأملٌ للمستقبل

في يوم المرأة العالمي، أرفع صوتي عاليًا، لا لأطلب الإشفاق أو التعاطف، بل لأذكر العالم أن المرأة ليست مجرد قصة حزن، بل هي قصة كفاح، نضال، وحياة لا تُهزم.
سنظل هنا، نكتب حكايتنا بأيدينا، ونرسم مستقبلًا يليق بنا، لأننا لم نولد لنكون على الهامش، بل لنكون في قلب التغيير، في صدارة الحياة، كما كنا دائمًا.

 

الكاتـبـة: ســنـاء الـــعـــطــــوي

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى