في خضم الألم… لا نجلد من يحرسوننا

أبين ميديا / خاص
في لحظةٍ مشحونة بالحزن والغضب على وفاة المرحوم أنيس الجردمي، رحمه الله، علينا أن نتمسك بقدر كبير من الحكمة والوعي الوطني، وأن نُفرّق بين الحق في المطالبة بتحقيق شفاف في أسباب وفاته ، وبين الانجراف خلف حملات التحريض والتشويه التي تستهدف مؤسساتنا الأمنية وأبناءنا العاملين في صفوفها.
قيادة القوات الأمنية الجنوبية، سواء في الأمن العام أو قوات الحزام الأمني، تحملت عبء حماية عدن ومحافظات الجنوب طوال سنوات من الفوضى والانفلات، وتحملت في سبيل ذلك الكثير من الألم وذهب من صفوفها خيرة الرجال بمفخخات القوى المعادية. ورغم التحديات، ما زال أولئك الرجال يواجهون الموت بشكل يومي بينما آخرون يكتفون بالتحريض من خلف الشاشات.
نحن لا نقدس الأشخاص ولا نعفي أحدًا من المحاسبة، ولكننا نرفض شيطنة المؤسسة الأمنية بأكملها بسبب خطأ ارتكب هنا أو هناك ًلم يُستكمل التحقيق فيه بعد. نرفض أن نكون أدوات في يد خصوم الجنوب الذين لا يريدون لنا خير او استقرار . نرفض أن نكون وقودًا لحملات إلكترونية تحاول ضرب الثقة بين المواطن وقواته الأمنية.
إن من يُتهم اليوم، مثل القائد جلال الربيعي، هو نفسه من أفشل عشرات المخططات التي كانت تستهدف عدن، من خلايا حوثية إلى عصابات تهريب ومخدرات، وهو من عمل في صمت وواجه أعداء الداخل والخارج دون أن ينتظر مديحًا أو شكرًا.
نعم، نطالب بلجنة تحقيق شفافة ومحايدة توضح أسباب وفاة الجردمي وتكشف أية تجاوزات. نعم، نضغط من أجل إصلاحات جادة داخل المؤسسة الأمنية.
لكن لا ننسى أن من يرتدون البزة العسكرية اليوم في عدن ولحج وأبين هم أبناء الجنوب، وليسوا قوة دخيلة، وإن أخطأ بعضهم، فالتصويب يكون بالحكمة والعدالة، لا بالتشهير والتحريض.
من يتغافل عن العدو الحقيقي ويصوّب سلاحه تجاه أبناء مؤسسته الأمنية، يخدم – من حيث لا يدري – أجندة الفوضى التي تصدرها المليشيات الحوثية والجماعات المتحالفة معها إلى الجنوب. فلننتبه جيدًا: عدونا لم يختفِ، بل يتربص بكل ثغرة نفتحها في جدار تلاحمنا.
أفيقوا يا أبناء الجنوب، فالثقة بيننا هي السلاح الأقوى في وجه كل من يحاول إعادتنا إلى الوراء.
#لا_للفتنة
#الجنوب_همنا_الاول
#وعي_جنوب








