تقدر بتريليونات الدولارات.. كويكبات مجهولة أغلى من الذهب

أبين ميديا/ متابعات /عماد الدين إبراهيم
شهد كوكب الأرض حدثاً فلكياً نادراً عام 2024، عندما دخل كويكب صغير مداره، وأصبح «قمراً مؤقتاً» لبضعة أشهر قبل أن يغادر. هذا الحدث، الذي كان محط اهتمام علماء الفضاء، فتح شهية رواد الأعمال والمستثمرين على فكرة طالما كانت من نسج الخيال العلمي «تعدين الكويكبات» هذه الأجرام السماوية، التي قد تبدو مجرد صخور فضائية، تخبئ في جوفها ثروات معدنية هائلة تُقدر بـتريليونات الدولارات، ما يجعلها أغلى من الذهب، بحسب وكالة ناسا.
المعادن الثمينة
تُقدر وكالة ناسا أن قيمة المعادن الثمينة الموجودة في الكويكبات قد تصل إلى 100 مليون دولار لكل شخص على كوكب الأرض، وتحتوي هذه الكويكبات على معادن ثمينة وضرورية للصناعات الحديثة مثل البلاتين، الكوبالت، الحديد، وحتى الذهب. هذه المعادن هي المكونات الأساسية لأجهزتنا الإلكترونية، من الهواتف الذكية إلى السيارات الكهربائية، ومع تزايد الطلب عليها يرى المستثمرون أن الفضاء هو المنجم القادم للبشرية.
سباق التعدين الفضائي
يشير الخبراء إلى أن استخراج المعادن من 10 كويكبات فقط قد يغير اقتصاد العالم بأكمله. وفي هذا السياق تستعد شركات خاصة للاستفادة من هذه الفرصة الذهبية، وتُعد شركات مثل Planetary Resources وDeep Space Industries من أبرز اللاعبين في هذا المجال. تسعى هذه الشركات لتطوير تكنولوجيا تمكنها من إرسال مركبات فضائية غير مأهولة إلى الكويكبات، لجمع العينات وتحليلها، وفي نهاية المطاف،
استخراج المعادن
ولا يقتصر الأمر على مجرد إرسال مركبة، بل يتطلب تقنيات متطورة جداً مثل الروبوتات الذكية القادرة على العمل في بيئات قاسية، وتقنيات الحفر والاستخراج في الجاذبية المنخفضة، وأنظمة لنقل المواد المستخرجة إلى الأرض أو إلى محطات فضائية.
مصادر جديدة للمياه
لا يقتصر تعدين الكويكبات على تحقيق الأرباح فقط، بل قد يوفر مصادر جديدة للمياه (الموجودة على شكل جليد في بعض الكويكبات)، والتي يمكن استخدامها وقوداً للمركبات الفضائية، ما يسهل استكشاف الفضاء بشكل أعمق.
بالرغم من الإمكانات الهائلة تواجه صناعة التعدين الفضائي تحديات كبيرة، حيث يتطلب إطلاق مركبة فضائية إلى حزام الكويكبات استثمارات ضخمة، مع عدم وجود ضمانات للنجاح، ولا تزال العديد من التقنيات اللازمة للاستخراج والعودة إلى الأرض في مراحلها الأولية، ولا توجد حتى الآن قوانين دولية واضحة تنظم ملكية الموارد في الفضاء، ما قد يثير نزاعات في المستقبل، ومع ذلك فإن حدث «القمر الصغير» الأخير يمثل تذكيراً بأن هذه الكويكبات ليست بعيدة المنال، وأن مستقبلنا الاقتصادي قد يكون معلقاً بين النجوم.








