أسباب حصيات الكلى المتكررة وطرق علاجها؟

أبين ميديا /متابعات

 

حصيات الكلى المتكررة هي إحدى المشاكل التي تؤرق فئة غير قليلة من الناس، فكما نعرف؛ تسبب حصيات الكلى آلامًا غير محتملة، ومَن تعرّضوا لها على دراية جيدة بذلك، فما بالك بمن يكون عرضة للإصابة بها بصورة متكررة؟

ومن دون الالتفات إلى العمر أو النوع، فمن بين كل 10 أشخاص يصاب شخص واحد بحصيات الكلى المتكررة، وقد يذهب حوالي نصف مليون فرد إلى قسم الطوارئ في المستشفيات يعانون آلام حصيات الكلى المتكررة، فما هي أعراض حصيات الكلى المتكررة، وما هي طرق العلاج، وكيف يمكن أن يقي الفرد نفسه من الإصابة بها قدر المستطاع؟ هذا ما سنتناوله في المقال.

حصيات الكلى المتكررة
حصيات الكلى هي تلك الأجسام الصلبة التي تتكون من المعادن الكريستالية في الكلى، ومن المواد الكيميائية التي تكون تلك الحصيات هي الكالسيوم، والأكسالات، والفوسفات، واليورات، ويمكن أن تزيد تلك المواد الكيميائية في البول نتيجة بعض الحالات الطبية،  والتي بصددها تجذب عناصرًا أخرى مسببةً تكوّن أجسام صلبة تتسبب في عودة البول إلى الكلى، مما يتسبب في تضخمها، وينتج عنه الألم الشديد الصعوبة. أما في حالة الحصيات صغيرة الحجم، فقد تمر عند التبول دون أن يشعر الفرد بوجودها، وتسبب أعراضًا طفيفة تكاد تكون غير موجودة.  حصيات الكلى المتكررة هي تلك الحصيات التي يصاب بها الفرد مرارًا، وتستمر في العودة حتى بعد التدخل العلاجي، أو حتى الجراحي، وهناك بعض الأشخاص الأكثر عرضة لذلك المرض، ومنهم :
ـ مَن لديهم نظام غذائي عالي البروتين كاللحوم الحمراء، وقليل الألياف، مما يؤدي إلى رفع مستويات اليوريك أسيد، مع قلة المادة الكيميائية التي تمنع المعادن من تكوين الحصيات.
ـ استهلاك كمية كبيرة من الأطعمة المحتوية على الأكسالات كالسبانخ والمكسرات.
ـ الأشخاص ممن خضعوا لجراحات السمنة من قبل أو لديهم تعب في الأمعاء.
ـ من لديهم التهابات متكررة في الكلى أو التهابات المسالك البولية.
مرض السكري، إذ يزيد من معدل خطورة تكوين الحصيات الحامضية نتيجة قلة درجة حموضة البول.
ـ من يعانون من الجفاف الشديد، وقلة إنتاج البول نتيجة قلة شرب كميات وفيرة من الماء مع استهلاك نسبة عالية من الصوديوم.
ـ من يمتلكون تاريخًا عائليًا من أمراض حصيات الكلى المتكررة، إذ تسبب بعض الحالات الوراثية حصيات الكلى المتكررة.

ما أنواع حصيات الكلى ؟
توجد أربعة أنواع من حصيات الكلى وهي غير منتظمة في التكوين، فمنها ما يشبه حبات الرمل، ومنها ما يصل حجمه ككرة الجولف، ويعتمد العلاج المخصص لحصيات الكلى المتكررة خاصة على النوع المحدد من تلك الحصيات، والذي يحدده الطبيب بعد إجراء الفحص والتحليل، وتتمثل تلك الأنواع في :

ـ حصيات الكالسيوم: بما في ذلك أكسالات الكالسيوم، وفوسفات الكالسيوم، وهو النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا، إذ يمثل قرابة 80% من حصيات الكلى.
ـ حصيات السيستين: أقل أنواع الحصيات انتشارًا، وتمثل حوالي 1% من حصيات الكلى، وهي عبارة عن الحصيات التي غالبًا ما تتكون أثناء الطفولة نتيجة اضطراب وراثي نادر يسمى البيلة السيستينية، وهي عبارة عن إنتاج الحمض الأميني السيستين بكمية كبيرة في البول، مما يترتب عليه تكوين الحصيات السيستينية .                                                                          ـ حصيات الإستروفايت: يمثل ذلك النوع من الحصيات حوالي 10 % من أنواع الحصيات، وينتج عن التهاب المسالك البولية الذي ينتج عن سوء إفراغ المثانة، وتصاب به النساء أكثر من الرجال، فهن عرضة لالتهابات المسالك البولية بصفة أكثر.
ـ حصيات حمض اليوريك: تمثل حوالي 10 % من جميع أنواع الحصيات، وتنتج بسبب عدم القدرة على إذابة بلورات حمض اليوريك في البول الحمضي، والذي ينتج بدوره نتيجة إصابة الفرد بالسمنة، أو مرض السكري من النوع الثاني، والنقرس، واتباع نظام غذائي غني بالبروتينات الحيوانية.

ما هي أعراض حصيات الكلى المتكررة؟
تشمل بعض أعراض حصيات الكلى المتكررة ما يلي:

وجود دم في البول، أو الرائحة الكريهة، والبول الغائم.
الألم عند التبول والشعور بالحرقان.
كثرة مرات التبول مع قلة كمية البول.
وجع المعدة، وآلام الظهر أو الجانب أسفل الضلوع.
ألم الخصية عند الرجال.
الغثيان أو القيء.

كيف يمكن الوقاية من حالات حصيات الكلى المتكررة؟

هناك بعض الاحتياطات للحماية من حدوث حالات حصيات الكلى المتكررة، ومنها:

التغيرات في النظام الغذائي: كتناول كمية كبيرة من السوائل، والمشروبات الغنية بالسترات كعصير الليمون، والحد من تناول الصوديوم بكثرة على أن يزيد معدل استهلاكه يوميًا عن 2300 مجم في اليوم، والحد من تناول السكريات بشراهة إذ تزيد من معدلات إنتاج الكالسيوم وخفض نسبة السترات، وزيادة معدلات السترات بتناول الفواكه كالبرتقال، والليمون، والجريب فروت ولكن بالمعدل الطبيعي أيضًا.

العلاجات الطبية: كمدرات البول الثيازيدية التي تقلل إفراز الكالسيوم البولي في البول، الذي به نسبة كبيرة من الكالسيوم، والمضادات الحيوية لحصيات الستروفيت، إذ يساعد منع حدوث العدوى الأساسية في منع تكرارها.

المتابعة المنتظمة كإجراء تحليل للبول المتكرر الذي يحدد التشوهات في معدلات الأيض، وعمل تحاليل لمعرفة نوع الحصى لتكوين سبل الوقاية اللازمة.

أمثلة على الحالات الوراثية من حصيات الكلى المتكررة

تسبب بعض الحالات الوراثية حصيات الكلى المتكررة، وتتمثل فيما يلي:
حالات فرط الأكسدة الأولية: وهي مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تجعل الكلى تنتج الكثير من الأكسالات التي تتشكل لتكون الحصى.
التليف الكيسي: وهو الحالة المرتبطة بزيادة الأكسالات، مع انخفاض المواد الكيميائية اللازمة لتكسيرها.
حالات الجهاز الهضمي والتي تسبب الإسهال المزمن كاضطرابات الأمعاء الالتهابي، والسمنة، وفرط نشاط الغدد جارات الدرقية.
البيلة السيستينية: التي ترتفع بها مستويات السستين في البول، والذي يتبلور مكونًا كريستالات.

هل يفيد العلاج المنزلي في حالة حصيات الكلى؟

يفيد العلاج المنزلي في بعض آلام حصيات الكلى عن طريق تناول كميات كبيرة من السوائل وخاصة الماء، وتناول مسكنات الألم الخفيفة عند التعرض لبعض الأعراض الطفيفة أو الآلام التي سرعان ما تزول بعد تناول المسكنات، ولكن لا يجب الاعتماد على ذلك دائمًا؛ لأن الإكثار من تناول المسكنات قد يسبب أضرارًا وخيمة، وكذلك في حالة تكرار الأعراض كما في حصيات الكلى المتكررة لا تفيد المسكنات بالحد المطلوب.

يتطلب العلاج في الغالب الكشف وإجراء الفحوصات المطلوبة، والذي يعتمد حتمًا على حجم ونوع ومكان الحصيات، والذي يحدده الطبيب بعد الكشف على المريض، وسماع الشكوى التي تتضمن معرفة المدة  التي يشكو منها المريض من آلام الحصيات، وقد تستجيب الحصيات من نوع حصيات حمض اليوريك للعلاج، وسرعان ما تتفتت وتذوب، ولكن قد يتطلب التدخل الجراحي في الحالات المعقدة التي يكون فيها حجم الحصيات كبيرًا ولا يستجيب للعلاج.

ماذا يشمل العلاج الجراحي لحصيات الكلى المتكررة؟

يشمل العلاج الجراحي لحصيات الكلى، والذي يلجأ إليه الطبيب في حالة الحصيات الكبيرة الحجم، ما يلي:

منظار الحالب وتفتيت الحصى بالليزر
وفيه يُدخل منظارًا صغيرًا إلى الحالب، وهو الأنبوب الذي يصل بين الكلية والمثانة البولية، ليحدد مكان الحصيات بالتحديد، ويفتتها إلى أجزاء أصغر، حيث تعبر الأجزاء الصغيرة الحجم، في حين أن الأجزاء الأكبر قد تساعد وجود أداة صغيرة في التخلص منها، وأحيانًا يساعد وجود دعامة مؤقتة للحالب على سرعة استشفائه، ومرور الأجزاء أو الصغيرة إلى الخارج، وقد يعد هذا الإجراء من الإجراءات غير الصعبة، أو الطارئة؛ حيث يمكن السماح للمريض بمغادرة المستشفى في نفس اليوم.

إزالة حصيات الكلى عن طريق الجلد
يتم اللجوء إليها في حالة الحصيات الكبيرة الحجم التي يبلغ حجمها أكثر من 1.5 سم، وتقع في الحوض الكلوي، إذ يتم عمل شق صغير أو مسار من الخلف ليصل إلى الكلية، ومن خلال هذا المسار يتم تفتيت الحصيات الكبيرة عن طريق موجات صوتية شديدة لتعمل بكفاءة أكبر، ويتطلب ذلك الإجراء إقامة بعض الأيام بالمستشفى.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى