صحفيون أكثر خلودًا من قاتليهم… وآلة القمع الإسرائيلية نموذجًا للقمع. 

كتب: عبدالله الكثيري

لا تزال جريمة استهداف الصحفيين ومراسلي القنوات تمثل إحدى أبشع أشكال القمع الممنهج الذي يمارسه الطغاة، حيث تتحول الكاميرا والقلم إلى هدف مباشر لكل من يخشى الحقيقة. فالموت الذي يلاحق الصحفيين لا يأتي صدفة، بل هو فعل متعمد لطمس الشهادة الحية على جرائم الحرب والانتهاكات. وفي اليمن، شكّلت انتهاكات مليشيا الحوثي ضد الصحفيين والمراسلين فصلاً مظلمًا من تاريخ الحريات، إذ مورست ضدهم الاعتقالات التعسفية، والإخفاء القسري، والتعذيب، وحتى الإعدامات الميدانية، فقط لأنهم نقلوا الحقيقة أو فضحوا فساد المتنفذين.

 

أما في فلسطين، فقد تحولت آلة القمع الإسرائيلية إلى رمز عالمي للاستهداف الممنهج للصحفيين، حيث سقط عشرات المراسلين والمصورين شهداء برصاص الاحتلال، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية. الكاميرا هنا باتت عدوًا، والصورة جريمة، لأنهما يفضحان القتلة أمام الرأي العام العالمي.

 

وكالعادة، فإن جرائم اليومين الماضيين بحق مراسلين ومصوري قناة الجزيرة لهي خير دليل على أن الكلمة والصورة هما من تعريان الطغاة، وتكشفان وجوه الظلم وتسقطان أقنعته أمام العالم. ومع ذلك، فإن القتل والاستهداف المتعمد، وأمام مرأى ومسمع العالم، سيمر بلا عقاب أو محاسبة، لتبدأ مجددًا قصة استهداف مراسل أو صحفي جديد، في دورة لا تنتهي من محاولات إسكات الحقيقة… ومحاولات الحقيقة للخلود.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى