عدن… أم المساكين

 

أ.د مهدي دبان

عدن …المدينة التي فتحت قلبها للجميع، وأكرمت كل من لجأ إليها بلا تمييز. احتضنت الغريب قبل القريب، وداوت الجراح بما تيسر لها من دفء وأمان، حتى أضحت ملاذاً لكل ملهوف. لكن حين اشتد الظلام، تنكر لها الجميع، وكأنها لم تكن يوماً الحضن الذي آوى، والسند الذي عضد.

اليوم، تمشي في شوارعها فلا تجد بيتاً خالياً من الشكوى، ولا جداراً لا يئن من وجع. خلف الأبواب المغلقة، أوجاع تنوء بها الجبال، أمهات يبكين بصمت، وأطفال كبروا قبل أوانهم، وشيوخ ينتظرون ما لا يأتي. المدينة التي كانت تغني، بات صمتها أعلى من الضجيج، ووجعها يملأ الزوايا، وشوارعها وبيوتها مظلمة، و أرواح ساكنيها مكتئبة …

ومع كل هذا، لا تزال عدن واقفة، صابرة، محتسبة، الدمع خلف المقل، تنتظر الفرج كما ينتظر الظمآن المطر. أهلها، رغم الألم، لم يفقدوا كرامتهم، ولا إيمانهم بأن النور سيعود… يوماً ما.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى