يبني على زخم اتفاق غزة.. ترامب يريد إنهاء حرب أوكرانيا بالدبلوماسية

أبين ميديا /القاهرة الإخبارية – محمود غراب
قضى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أسبوعًا حافلًا بالدبلوماسية، بدأ برحلة للشرق الأوسط استغرقت 36 ساعة، وقَّع خلالها على وثيقة إنهاء الحرب على غزة في “قمة شرم الشيخ للسلام”، واختتم بلقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، حيث تعمل الإدارة الأمريكية على صفقة تنهي الحرب في أوكرانيا.
وذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، أن ترامب بفضل نجاحه في الشرق الأوسط، يحرص على استغلال ذلك العنصر الأصعب في السياسة والدبلوماسية وهو الزخم، في إحداث انفراجة بالأزمة الروسية الأوكرانية، حيث التقي بزيلينسكي في البيت الأبيض، أمس الجمعة، وذلك قبل اجتماع مفاجئ قريبًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بودابست.
قال ترامب، أمس الجمعة خلال غداء مع نظيره الأوكراني في البيت الأبيض: “أعتقد أننا نتمتع بزخم كبير ومصداقية كبيرة.. كان إنجاز ملف الشرق الأوسط بالغ الأهمية.. لم يظن أحد أنه يمكن إنجازه.. كان ذلك إنجازًا لم يظن أحد أنه ممكن وأنجزناه”.
وأضاف ترامب لاحقًا: “كان علينا أن نهيئ الأمور جيدا. هذا ما يجب أن ننجزه، وأعتقد أن الأمور مهيأة هنا أيضًا، وسيكون شرفًا عظيمًا أن ننجزه”.
وترى “سي إن إن” أن ترجمة قدرة ترامب على إخماد حرب الشرق الأوسط إلى نجاحات في أماكن أخرى ستكون مهمة شاقة على الرئيس الأمريكي.
وذكرت الشبكة أن النفوذ الذي نجح ترامب في استخدامه على إسرائيل لوقف الحرب لا وجود له لدى روسيا والصين، وهما قوتان نوويتان لا تعتمدان على الولايات المتحدة في الدعم العسكري أو المالي.
ولفتت الشبكة إلى أن العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين أعربوا عن شكوكهم في أن يؤدي نجاح ترامب في الشرق الأوسط إلى أي تغيير فوري في إستراتيجية موسكو أو بكين.
مع ذلك، كانت تجربة ترامب مع غزة تذكيرًا بأن فترات طويلة من الجهد المضني، والذي غالبًا ما يكون عقيمًا، قد تفضي في النهاية إلى نصر، مهما كان هشًا.
وكما كان الدبلوماسي الأمريكي جورج ميتشل يحب أن يقول بعد توسطه في اتفاق الجمعة العظيمة لإنهاء العنف الطائفي في أيرلندا الشمالية: “لقد مررنا بـ700 يوم من الفشل ويوم واحد من النجاح”، تردد هذا الاقتباس مرارًا وتكرارًا من قبل مساعدي الرئيس جو بايدن العام الماضي، في سعيهم لتحقيق ما حققه ترامب في النهاية، وهو اتفاق لإطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين في غزة مع وقف الحرب المستمرة منذ عامين.
وترى “سي إن إن” أن ترامب ربما يستخلص بعض الدروس من مفاوضاته في الشرق الأوسط، بينما يتجه سريعًا نحو أوكرانيا، بما في ذلك مزايا العمل السريع حتى مع بقاء تفاصيل رئيسية عالقة.
وذكرت الشبكة أن ترامب وافق مؤخرًا على لقاء قريب مع بوتين في المجر، في محاولة أخرى للدبلوماسية المباشرة، حتى مع بقاء معالم اتفاق السلام غامضة تماما.
ونقلت الشبكة عن بعض المسؤولين الأوروبيين، في تصريحات خاصة مؤخرًا، أنه إذا كان ترامب يأمل إبرام اتفاق مماثل لإنهاء حرب أوكرانيا، فسيتطلب ذلك ممارسة قدر من الضغط على بوتين، سواء بفرض عقوبات جديدة أو توريد أسلحة جديدة لأوكرانيا، وهو ما يبدو أنه غير راغب في ممارسته حتى الآن.
ولفتت الشبكة إلى أن ترامب -دون استخدام أساليب الضغط- قد يسعى إلى إيجاد حوافز لإغراء بوتين بعقد اتفاق سلام، وإن كانت هذه الحوافز أيضًا ستكون محدودة مقارنة بالحوافز المتاحة مع إسرائيل.
وأوضحت “سي إن إن” أن ترامب بدا في تعامله مع نتنياهو، مدركًا تمامًا للمخاوف السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، سواء تعلق الأمر بمطالب شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف أو محاكمته الجارية بتهم الفساد المستمرة منذ فترة طويلة المرتبطة بالرشوة والاحتيال.
وفي لحظة فارقة خلال خطابه أمام الكنيست، دعا ترامب الرئيس الإسرائيلي إلى منح نتنياهو عفوًا، متجاهلًا الاتهامات بتلقي نتنياهو هدايا سخية مقابل خدمات.
لكن الخيارات قليلة أمام ترامب لإقناع بوتين بالجلوس على طاولة المفاوضات. خلال معظم الأسبوع الماضي، بدا ترامب مرحبًا بفكرة إرسال صواريخ توماهوك جديدة بعيدة المدى إلى أوكرانيا، والتي يبلغ مداها ألف ميل، ما يجعل موسكو في مرمى نيرانه.
وتوجه زيلينسكي إلى واشنطن هذا الأسبوع، آملًا أن يكون ترامب جادًا في توفير الأسلحة، التي يعتقد أنها ضرورية لقلب موازين القوى في ساحة المعركة، حتى إنه رتَّب اجتماعات مع ممثلين من شركة رايثيون، الشركة الأمريكية المصنعة لصواريخ توماهوك، لمناقشة احتياجاته من الأسلحة.
لكن خلال غداء العمل الذي قضاه مع ترامب، أصبح من الواضح أن صواريخ توماهوك لن تكون في طريقها إلى أوكرانيا قريبًا، إذ قال ترامب: “نأمل ألا يحتاجوا إليها.. نأمل أن نتمكن من إنهاء الحرب دون التفكير في صواريخ توماهوك”.
وفي أثناء توجهه إلى “بالم بيتش” لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، كتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي أن روسيا وأوكرانيا يجب أن تنهيا الحرب، في عودة إلى موقفه من الصيف بأن التنازلات عن الأراضي ضرورية، بعد ادعائه في سبتمبر أن أوكرانيا قد تكون قادرة على استعادة أراضيها المفقودة.
ويأمل ترامب لقاء بوتين في بودابست في غضون الأسبوعين المقبلين، وكانت تقييمات ترامب أمس الجمعة بأن بوتين يريد إنهاء الحرب.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن المفاوضات الناجحة في الشرق الأوسط دفعت روسيا إلى إعادة النظر في كيفية تعاملها مع ترامب ورغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا.








