إيلون ماسك “الغاضب”.. هجمات مستمرة على المنافسين

أبين ميديا/متابعات/وائل زكير
منذ مغادرته مجلس إدارة OpenAI في عام 2018، لم يتوقف إيلون ماسك عن الدخول في صراعات طويلة مع الشركات والشخصيات التي ارتبطت بمسيرته التأسيسية، سواء في مجال الذكاء الاصطناعي أو التكنولوجيا أو حتى السياسة. ففي كل مواجهة، سواء كانت مع OpenAI أو Apple أو حتى مع شخصيات سياسية مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يظهر ماسك بأسلوب هجومي يهدف لحماية مصالحه وإعادة رسم المشهد التكنولوجي لصالحه.
تصاعدت هذه المواجهات بشكل واضح بينه وبين سام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، حيث اتخذ الخلاف بينهما منحى قانونيًا وإعلاميًا، مع اتهامات متبادلة حول التحول الربحي للشركة وممارسات تجارية احتيالية. وفي الوقت نفسه، هاجم ماسك شركة Apple، متهمًا إياها بالتحيز لصالح تطبيقات OpenAI على حساب منافسيه. كما امتدت المواجهة إلى الساحة السياسية، مع صدامات مباشرة وغير مباشرة مع ترامب، مما يعكس استراتيجية ماسك المعروفة: الهجوم أفضل وسيلة للدفاع عن مصالحه التجارية والشخصية.
مواجة بين ماسك وسام ألتمان
في فبراير 2024، رفع دعوى قضائية ضد OpenAI، متهمًا إياها بالتحول إلى كيان ربحي مخالف لمهمتها غير الربحية، خاصة بعد شراكتها مع مايكروسوفت.
في أغسطس 2025، تصاعد الخلاف بين إيلون ماسك وسام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ OpenA، ليأخذ منحى قانونيًا وإعلاميًا. حيث رفع ماسك دعوى قضائية ضد OpenAI، متهمًا إياها بالتحول إلى كيان ربحي مخالف لمهمتها الأصلية، في حين ردت OpenAI باتهامه بممارسات تجارية احتيالية.
وفي تطور آخر، اتهم ماسك شركة Apple بالتحيز لصالح تطبيقات OpenAI في متجر التطبيقات، بينما نفى ألتمان هذه الادعاءات، مشيرًا إلى مزاعم عن تلاعب ماسك بمنصة X لصالح شركاته الخاصة. الأزمة تفاقمت عندما أظهرت روبوتات الدردشة الخاصة بكل منهما دعمًا للطرف الآخر، مما دفع ماسك إلى وصف ذلك بـ”المشكلة الكبرى”. القضية الآن في طريقها إلى محكمة اتحادية أمريكية، مع تحديد موعد المحاكمة في ربيع 2026.
وفي أغسطس 2025، شاركت نماذج الذكاء الاصطناعي من OpenAI وxAI في بطولة شطرنج على منصة Google Kaggle، حيث فازت نموذج OpenAI “o3” على نموذج xAI “Grok 4” بنتيجة 4-0، مما أضاف مزيدًا من التوتر بين ماسك وOpenAI .
المواجهة مع “أبل”
في أغسطس 2025، هدد ماسك برفع دعوى قضائية ضد “أبل” ، متهمًا إياها بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار من خلال تفضيل تطبيقات OpenAI على حساب تطبيقاته الخاصة مثل “X” و”GroK” في متجر التطبيقات. وأشار إلى أن Apple تفضل OpenAI على منافسيها، مما يضر بمنافسته العادلة في السوق .
واتهم ماسك “آبل” بتفضيل “أوبن إيه آي” ومساعدها للذكاء الاصطناعي “تشات جي بي تي” في متجر التطبيقات التابع لها.
وكتب الملياردير على صفحته عبر منصة إكس “تتصرف آبل بطريقة تجعل من المستحيل على أي شركة ذكاء اصطناعي أخرى غير “أوبن إيه آي” الوصول إلى المركز الأول في متجر التطبيقات، وهو انتهاك واضح لقواعد المنافسة”.
وأضاف أن شركته “إكس إيه آي” التي طورت مساعد الذكاء الاصطناعي “غروك” ستتخذ “إجراء قانونيا على الفور”.
رد “أبل”
وردت شركة “آبل” أن منصتها “آب ستور” App Store “مُنصِفة ولا تحيّز فيها”، مشيرة إلى أنها تُسلّط “الضوء على آلاف التطبيقات من خلال التصنيفات والتوصيات الخوارزمية والاختيارات التحريرية التي يجريها خبراء بناءً على معايير موضوعية.
وشدّدت “أبل” أن هدفها هو “توفير اكتشاف آمن للمستخدمين وفرص قيّمة للمطورين، من خلال التعاون مع جهات عدة لزيادة تظهير التطبيقات في فئات دائمة التطور”.
الخلاف مع دونالد ترامب: من الحليف إلى الخصم
في يونيو 2025، نشب خلاف بين ماسك والرئيس دونالد ترامب بعد انتقاد ماسك لسياسات ترامب الاقتصادية، مما دفع ترامب للرد عليه عبر منصته “Truth Social”، مهددًا بقطع الدعم الحكومي لشركات ماسك. هذا التوتر أثر على سمعة ماسك السياسية وأدى إلى تراجع في دعم بعض مؤيديه السابقين .
من بين هذه التغيرات، ابتعدت كاي ترامب، حفيدة ترامب، عن دعم تسلا، حيث ظهرت مؤخرًا بجانب سيارة كاديلاك إسكاليد بدلاً من “Cybertruck” الخاصة بتسلا، مما يعكس تحولًا في ولائها السياسي والشخصي ، وفقا لموقع “ذا ديلي بيست”.
استراتيجية ماسك: الهجوم أفضل وسيلة للدفاع
تجمع هذه المواجهات بين ماسك ومنافسيه الرئيسيين في مجالات الذكاء الاصطناعي والسياسة والتكنولوجيا، مما يعكس استراتيجيته في استخدام الهجوم كوسيلة للدفاع عن مصالحه التجارية والشخصية. بينما يواصل تطوير شركته الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، “xAI”، يسعى ماسك إلى إعادة تشكيل المشهد التكنولوجي والسياسي لصالحه، رغم التحديات والانتقادات التي يواجهها.








