ريمونتادا الرئيس عيدروس الزبيدي

 

كتب:حسين الشنبكي

في عالم السياسة، كما في كرة القدم، هناك لحظات فارقة تُحدد مصير الشعوب والجماعات. هذه اللحظات هي التي تُظهر القادة الحقيقيين، أولئك الذين يمتلكون القدرة على قلب الموازين وإعادة الأمل حتى في أحلك الظروف. الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هو أحد هؤلاء القادة الذين استطاعوا أن يحققوا “ريمونتادا” سياسية أعادت الجنوب إلى مساره الصحيح بعد فترة عصيبة من التحديات.

قبل عودة الرئيس الزبيدي، كانت المحافظات الجنوبية تعاني من وضع خدماتي متردٍ، حيث انهارت وتراجعت الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة. كانت الحرب على الخدمات تشتعل في كل قرية ومدينة، بينما كان المواطن الجنوبي يدفع الثمن بكرامته وحياته اليومية. في الوقت نفسه، كانت الحرب الإعلامية الضخمة تُشن ضد المجلس الانتقالي والرئيس الزبيدي، محاولة تشويه صورة القيادة الجنوبية وإضعاف ثقة الشعب بها.

لكن، كما في كرة القدم، حيث تأتي الريمونتادا بعد شوط أول صعب، عاد الرئيس الزبيدي ليقلب الطاولة على كل التحديات. بعودته، اختلف الوضع جذريًا. بدأت ملامح التغيير تظهر في المحافظات الجنوبية، حيث تم تحسين الخدمات الأساسية. ولم يكن هذا التغيير مجرد تحسين مادي، بل كان إعادة للأمل والثقة في نفوس الجنوبيين.

وكانت الزيارات الميدانية التي أقامها الرئيس الزبيدي إلى محافظات أبين ولحج والضالع بمثابة الغيث الذي ينزل بعد سنوات من الجفاف. هذه الزيارات لم تكن مجرد جولات روتينية، بل كانت رسائل قوية من قائد يعيش معاناة شعبه ويشاركه همومه. في كل محافظة يزورها، كان الرئيس الزبيدي يزرع الطمأنينة في قلوب المواطنين، ويؤكد أن قيادة المجلس الانتقالي ليست بعيدة عن هموم الناس، بل هي جزء لا يتجزأ من نضالهم اليومي.

في أبين، حيث كانت الحرب على الخدمات في ذروتها، جاء الرئيس الزبيدي حاملًا معه بشرى التغيير والإصلاح. وفي لحج، التي عانت من الإهمال لسنوات، وقف الرئيس بين أبناء شعبه مؤكدًا أن عودة الخدمات وتحسين الأوضاع هي أولوية قصوى. أما في الضالع، التي شهدت معارك شرسة، فقد كانت زيارة الرئيس الزبيدي بمثابة إعلان عن بداية جديدة، حيث أعادت هذه الزيارة الثقة بين القيادة والشعب.

الرئيس الزبيدي، بقدرته القيادية وحنكته السياسية، استطاع أن يواجه الحرب الإعلامية الشرسة التي كانت تُشن ضد المجلس الانتقالي. لم يكن الرد مجرد رد إعلامي، بل كان ردًا عمليًا من خلال إنجازات ملموسة على الأرض. هذه الإنجازات أعادت الثقة بين الشعب الجنوبي وقادته، وأثبتت أن المجلس الانتقالي ليس مجرد هيئة سياسية، بل هو ممثل حقيقي لتطلعات الشعب الجنوبي.

اليوم، وبفضل الريمونتادا التي قادها الرئيس الزبيدي، يعود الجنوب إلى طريقه الصحيح. الطريق الذي يقوده نحو الاستقلال والحرية والكرامة. الرئيس الزبيدي لم يكن مجرد قائد عاد، بل كان رمزًا للصمود والإصرار على تحقيق النصر رغم كل الصعاب. زياراته الميدانية كانت بمثابة الشعلة التي أضاءت طريق الأمل، وكأنه الغيث الذي ينزل ليحيي أرضًا عطشى بعد سنوات من الجفاف.

في النهاية، كما في كرة القدم، الفوز لا يأتي إلا بعد معاناة وتضحيات. والجنوب، بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، يسير بثبات نحو تحقيق أهدافه، مقدمًا للعالم درسًا في القيادة والإرادة. الريمونتادا الجنوبية ليست مجرد عودة، بل هي بداية جديدة لمسار يصنع المستقبل.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى