ماذا نعرف عن الفقر والمعاناة؟ وما مفهومهما عند العامة؟

بقلم//نجيب الداعري

الفقر والمعاناة والحاجة والفاقه والعوز كلمات ذات معنى واضح وجلي لدى العامة, وذات مفهوم واضح لايختلف عليه اثنان فنلاحظ الجميع مثلاً ينظرون لمعنى الفقر وبالأصح للانسان الفقير بامتهان ولا مبالاة في كل امور حياته,( بافراحه واحزانه ,, بسؤاله وتعففه) وغيرها.. ويتعاملون مع ذالك المسكين وكانه هو من اراد لنفسه ان يكون كذالك بينما في حقيقة الأمر ان تلكم الارزاق كتبها المولى عز وجل فلماذا تلك النظرة؟؟
ولماذا ذالك التعامل المخزي؟؟
هل لانه فقير الحال والمال؟؟ وهنا تناسى البعض منا بان الفقر ليس مجرد صفات مختصره على قلة المال وعدم القدرة على توفير لقمة العيش… ولكن مقصدنا هنا هو الفقر الأخلاقي لبعض شرائح المجتمع الذي طرق ابواب الكثير خلال هذه الفترة فتجد من هو غنياً بماله ولكنه فقيراً بإخلاقه وأدبه ,,,بينما تجد بالمقابل ذالك الفقير المتعفف عزيز النفس, لايتلون باوجاه متنوعه كما يفعل البعض,, وهنا نقول لمن لديه مفهوم خاطئ عن لغة الفقر والفقراء كونهم لاينتمون الى الطبقات العليا الراقية ,,فتذكر عزيزي الراقي انه يوم العرض ستكون فقيرا ذليلاً امام الواحد القهار,, وستحاسب على كل نظرة سخط وتعالى وكبرياء تعاملت بها مع تلك الشريحة المسماه بالفقراء فحاسبو انفسكم قبل ان تحاسبوا…..

وبالحديث عن مفهوم المعاناة بلهجتنا العامية وحسب حديث الشارع بانها صفة تنطبق على من يعاني في حياته الدنيويه من ضغوطات الحياة ولا يشعر بها ويعرف مفهومها سوى من عايشها,, فتجدها إما معاناة مرضية او مادية او خُلقية او نفسية او اسرية,ووووو وغيرها..
فالمعاناة ليست حديثة اليوم وانما تجدها مرافقه للبعض منذو نعومة اظافرة وترعرعت معه لتوصله الى ماهو عليه اليوم ,,وعند الكثيرين نسمع في مواقف عده بان الشاعر او الكاتب او المؤلف او غيرهم تجد ابداعاتهم بزغت الى النور من رحم المعاناة التي رافقت سير حياتهم …. ولكن المفهوم الآخر للمعاناة عند البعض الآخر تجدها مرسومة لديه في عدم الوفاء بالوعد وكسر الثقه بينه وبين من يحب وجرح خواطر الآخرين وقطع الصله بالاقارب او الإنعزال عن العالم ,وبقاء ذالك الشخص وحيداَ منطوياً على نفسه وقد تتطور حالته ليصاب بانهيار عصبي او نفسي …فجميع تلكم الأمور بحد ذاتها اكبر واصعب معاناة يعيشها الفرد منا وقد تكون تلكم الخصال التي ذكرناها ليست بعيده عن قارئ هذه الاسطر فكلاً منا يصحح وضعه الدنيوي ويراجع حساباته لتذهب عنه تلك المعاناة بسلام وتعود اليه. طمأنينة القلب ونقاء السريره لينعم براحة بال ولو مؤقته رغم الظروف التي تحاوطه من كل جانب,,فعليه ان يرجع الى ربه بالتسبيح والاستغفار وذكر الله لينعم بحياه حافلة مليئة بالحب وتحفها السعادة من كل جانب…..
وعندما نتحدث عن معاني اخرى لمفاهيم الحاجه والفاقه والعوّز فنجد مضمون تلك الكلمات مرتبط بحالة الفقر والمعاناة التي يعيشها ذالكم الفرد وما قصدناه هنا بالحاجة ليست بحاجته المادية وانما حاجتة المعنوية كحاجة الأخ لأخية والصديق لصديقة ولا تكمن حاجة المحتاج هنا كما قلنا مالاً او ملبساَ او طعاماً وشراباً ولكنها في حقيقة الأمر تكمن في حاجته لقلب يحس, واذنً تسمع ,ومواقف تساند, ومواساة بالكلمات الطيبه والمشاعر الصادقة,, فكلاً منا محتاج لاخ يساندك ف محنتك وصديق يقف وينصح وصاحب يتحملك ويد تمسح للدموع ويد اخرى ترفعك من السقوط فجميعهم تحتاجهم في حياتك وتبادلهم بالمودة وتكون الثقه المتبادلة عنوان علاقتكم لكي يكون الحصاد مفيداً للفرد والمجتمع…
فعلينا جميعاً ان نتدبر في مفهوم تلكم الكلمات التي عرفها الجميع بانها ليست سوى فقر من الجوع ,,ومعاناة من المرض,, وحاجة للمال وفاقه وعوز ……
الجميع في مجتمعنا الان الا من رحم الله صارت لدية ازمة ثقه بالمحيطين حوله واولهم الأقربون والاصدقاء المقربون وصار افراد المجتمع يؤمن بعبارة (نفسي نفسي) هذا فقط ونحن الا مجرد طبقات فقيرة وليس معنا سوى مبادئنا واخلاقنا وعزة نفسنا ,,فما بالكم باصحاب المال والاعمال كيف سيكون. تعاملهم مع منهم اقل منهم مالاً,, بلا شك انها ستكون علاقة افتراس غابة يأكل فيها القوي منا الضعيف, وسيجمع مايريده ولكنه!!!! للاسف تناسى امراً جلي هو ضياع اهم عنصر في حياته امام الجميع كونه سيكون شخصاً منزوع الثقه, وغير مؤتمن…
فنحن بحاجه الى التفكر بحالة الناس وظروفهم الحسيه والمعنوية قبل المادية ,,ونهاية المطاف نحن بطبيعة الحال بشر ولدينا احاسيس ومشاعر, ومن دم ولحم, فيجب على الجميع ان يراجع حساباته مع منهم حوله (اهله, اصدقائه ,زملاؤة بالعمل ,قرناءه ,وكل من له الحق عليه,, فيحس ويشعر ويحب الخير للجميع لتنعم البشرية والطبقه الفقيرة خصوصاً بسلاماً دائم ,لتستمر بالعيش والعطاء حتى يجعل الله لهم فرجاً ومخرجا

دمتم في رعاية الله

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى