يا مكيراس لاجاك البلاء

كتب / ناصر السيد سمن

يا مكيراس لاجاك البلاء ويش همك
عسكرك فيك وامسلطان خيك ابن عمك

هكذا كان الرعيل الأول من أبناء مكيراس يرددون الزوامل الثورية إبان الاحتلال البريطاني..

مكيراس وما ادراك ما مكيراس
تلك المديرية الصامدة على مر التاريخ والشامخه شموخ جبل ثرة رغم كل المحن التي مرت بها ولازالت ..
هي احدى أهم مديريات محافظة أبين لما تكتنزه من ثروات بشرية وطبيعية ظاهرة وباطنه ..
ولذلك فقد عمد المحتل اليمني إلى فصلها عن أصلها وضمها إلى المحافظات الشمالية ضنا منه بأنه يستطيع سلخها عن هويتها الجنوبية ..!
وبالرغم من ذلك إلا أن محاولات الاحتلال بات بالفشل وظل أبناء مكيراس متمسكين بهويتهم الجنوبية وليس أدل على ذلك من خروج أبناءها إلى الشوارع رافعين أعلام الجنوب وشعارات الحراك الجنوبي عند إنطلاقة في 7/يوليو/2007م إذ خرجت مكيراس عن بكرة أبيها إلى جانب اخواتها المديريات الجنوبية تنادي باعلى صوت
(برع برع يا استعمار)
وذلك يثبت ارتباط أهلها الوثيق بهويتهم الجنوبية..
ليس ذلك فحسب بل إن بعض شعراء مكيراس قد نبهوا الجنوبيين مبكراً إلى الفخ الذي وقعوا فيه عند التوقيع على الوحدة الاندماجية مع الجمهورية العربية اليمنية في 22/مايو/1990م والذي يسميه أبناء الجنوب بيوم النكبة..!
وقد جاء ذلك التنبيه في قصائد شعرية لازالت خالدة منذ مايقارب ثلاثة عقود..
ونذكر منهم على سبيل المثال لا للحصر الشاعر الكبير محمد بن محمد المنحاز وتحديدا في عام 1992م اي بعد إعلان الوحده بعامين فقط ..فقد سطر ابيات يشرح فيها الكارثة التي حلت بعدن واهلها ..
وأذكر هنا جزء بسيط من تلك الكلمات المزلزلة والتي جاءت في وقت يصعب على الكثيرين أن يتفوهون بمثلها
حيث قال ؛

ضاعت عدن دي ترش الكبد رش
ضاعت عدن بعد كسار المشوش

من جاب جاريه إلى الشارع فرش
دحابشه عششوا فيها عشوش

وكذلك نتذكر كلمات الشاعر الكبير قاسم محمد الذي سطرها في مطلع تسعينات القرن الماضي حيث يقول في إحدى قصائده قاصدا جماعة الإخوان..!

قائلاً:

يقول قاسم محمد ياهل امدقون احلقوها
نحنا نبأ الأرض تصلح وانتوا تبو تحرقوها

وفعلاً أحرقوا الجنوب من أقصاه إلى أقصاه
وصدق الشاعر فيما تنبأ به حيث ظهرت فيما بعد فتاوى تكفير الجنوبيين ولازال العمل بها ساري المفعول ..!
كان ذلك التنبيه من قبل شعراء مكيراس مبكر جداً في وقت غاية في الصعوبة إذ أن اولئك الشعراء الثوار خاطروا بأنفسهم حين سطعوا بأصواتهم لتحذير الجنوبيين من النفق المظلم غير مبالين بما سيفعله نظام صنعاء بهم ..!
وكونهم شعراء كبار انتشرت كلماتهم تلك ك انتشار النار في الهشيم وتناقلتها الألسن في حينه ولم يمضي بعد ذلك إلا اشهر معدودة حتى ظهر الخلاف إلى السطح بين الرئيس ونائبه ومن ثم اعتكف النائب البيض في عدن وبعدها تفجرت الأوضاع وتم اقتحام عدن من قبل جحافل جيش الاحتلال..!
واليوم بما أن مديرية مكيراس لازالت محتله فمن الواجب على كل جنوبي حر أن يساعد مكيراس واهلها في محنتهم والعمل على تحريرها من تلك المليشيات الجاثمه على صدرها .
إذ لا ينبغي لأي جنوبي أن يتخاذل عن ذلك..
فليس هناك أي مبرر للسكوت عن الوضع الذي يعيشه أبناء مكيراس ومديريتهم ترزح تحت احتلال همجي .

عدن

7/فبراير/2023م

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى