الموز الناضج أم الأخضر .. أيهما أفضل للتحكم في السكر والوزن؟

أبين ميديا /متابعات /وائل زكير

يُعد الموز من أكثر الفواكه استهلاكا في العالم، فهو غني بالعناصر الغذائية وسهل الهضم وحلو المذاق بطبيعته. ومع ذلك، تختلف فوائده وتأثيراته الصحية بشكل كبير تبعا لدرجة نضجه. فالموز الأخضر الصلب والموز الأصفر الطري يختلفان في القيمة الغذائية وتأثيرهما على الهضم ومستويات السكر في الدم والشعور بالشبع.

اختلافات في التركيب الغذائي

يمرّ الموز بتحولات كيميائية واضحة خلال مراحل نضجه. في بدايته، يحتوي الموز الأخضر على نسبة عالية من النشا المقاوم، وهو نوع من الكربوهيدرات لا يُهضم بسهولة، بل يعمل بطريقة مشابهة للألياف. هذا النشا يُغذي بكتيريا الأمعاء المفيدة، ويساعد على ثبات مستويات السكر في الدم، ويمنح شعورًا بالشبع لفترات أطول.

ومع نضوج الثمرة، يتحول هذا النشا تدريجيا إلى سكريات بسيطة مثل الجلوكوز والفركتوز والسكروز، ما يجعل الموز أكثر حلاوة وليونة وسهولة في الهضم، لكنه يرفع أيضًا المؤشر الجلايسيمي (GI)، أي معدل ارتفاع سكر الدم بعد تناوله.

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة علوم وتكنولوجيا الأغذية، يزداد المؤشر الجلايسيمي للموز كلما زادت درجة نضجه، بسبب تحلل النشا المقاوم إلى سكريات طبيعية، مما يجعل الموز الناضج مصدرًا سريعًا للطاقة، على عكس الموز الأخضر الذي يطلق الطاقة ببطء وثبات.

أيهما أفضل للهضم؟

من حيث الهضم، يُعتبر الموز الناضج ألطف على المعدة، خاصة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي أو الارتجاع المعدي. أما الموز الأخضر، فرغم فوائده للأمعاء، قد يُسبب الانتفاخ أو الغازات عند بعض الأشخاص غير المعتادين على النشا المقاوم.

لذلك، يُنصح بتناول الموز الناضج أثناء التعافي من الأمراض أو بعد التمارين الرياضية، في حين أن الموز الأخضر قد يكون خيارًا أفضل لمن يسعون إلى طاقة مستقرة وشعور أطول بالشبع.

تأثير الموز على سكر الدم والطاقة

يُعد الفرق الأكبر بين النوعين هو تأثيرهما على مستويات سكر الدم.

الموز الأخضر يتميز بمؤشر جلايسيمي منخفض، مما يعني أنه يرفع سكر الدم ببطء، ويدعم الشعور بالشبع لفترة أطول — وهو خيار مثالي لمرضى السكري أو لمن يسعون إلى تثبيت مستويات الطاقة على مدار اليوم.

أما الموز الناضج، فيُطلق السكر بسرعة أكبر في الدم، فيوفر دفعة طاقة فورية، لكنه قد يسبب ارتفاعا مؤقتا في سكر الدم، خصوصا إذا تم تناوله بكميات كبيرة.

فقدان الوزن والسيطرة على الشهية

يُعتبر الموز الأخضر خيارا أفضل لمن يريدون إنقاص الوزن، إذ يحتوي على كمية أكبر من النشا المقاوم الذي يقلل الشهية ويُبطئ الهضم. في المقابل، فإن الموز الناضج أكثر قابلية للهضم ويمنح شعورا سريعًا بالشبع، لكنه قد يؤدي إلى استهلاك سعرات حرارية أعلى بسبب حلاوته.

بالتالي، إذا كان هدفك هو التحكم في الوزن، فقد يكون الموز الأخضر أو الناضج جزئياً الخيار الأمثل، بينما يُفضل الموز الناضج للحصول على طاقة سريعة قبل التمارين أو بعدها.

مضادات الأكسدة والفوائد الإضافية

من المثير للاهتمام أن الموز كلما نضج أكثر، زادت محتوياته من مضادات الأكسدة، خاصة المركبات الفينولية، التي تساعد على محاربة الالتهابات والإجهاد التأكسدي. تظهر هذه الزيادة في شكل البقع البنية على قشر الموز الناضج جدًا، والتي تشير إلى ارتفاع مستوى مضادات الأكسدة، وفقا لـ ” timesofindia”.

ومع ذلك، فإن الموز الناضج جدا قد يفقد جزءا من فيتامين C بسبب حساسيته للحرارة والأكسدة. لذا، يعتبر الموز الأصفر مع بقع بنية صغيرة الخيار الأكثر توازنًا بين الطعم والفائدة.

التوازن هو المفتاح

للحصول على أقصى فائدة غذائية، يُنصح بتناول الموز في مراحل نضج مختلفة.

يمكن استخدام الموز الأخضر في أطباق الإفطار أو الوصفات المالحة الغنية بالألياف، بينما يُعدّ الموز الأصفر الناضج وجبة خفيفة مثالية وسريعة.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى