تعاقب الاجيال واختلافهما بالصفات والمسميات…

بقلم/ نجيب الداعري

لطالما اخذتنا الذكريات الى سنوات مضت
ولربما رجع بنا الحنين الى سنين العمر التي ولت وانقضت
ولكن هناك شتان بين ما مضى وبين مانحن فيه اليوم,,
اختلافات جمه حدثت بين الاجيال المتعاقبة بالتسميات والصفات والمسميات وطرق تقبل الراي الاخر وحب التعليم والتعلق بما ينفع وغيرها من الامور التي تغيرت حاليا بالجيل المعاصر الذي اختلطت عليه الاوراق ولم يعد يفرق بين الصالح والطالح او يعمل حساب لافراد مجتمعه جملة وتفصيلا

فنحن هنا بصدد طرح تلك المفارقات والاختلافات بين ايديكم وفي متناولكم للنظر فيها والغوص في حناياها لتشاهدوا الصورة ولتتبين لكم تلك الحقيقة والتي ينكرها البعض وهي جليه وواضحة كوضوح الشمس في كبد السماء , فدعونا نبدأ بمقارنة الاختلاف بينهما من حيث الاسماء وحب التعليم

من الملاحظ اثناء الخوض في باب التسميات (الاسماء) ,اننا وجدنا قديما ما من احد تجاوز الاسماء المتعارف عليها في اطار العرف القبلي او المجتمع المدني المتحضر والتي سادت حينها والتي تسمي بما عبد وحمد وجزء يسير تجاوز ذلك فكانت اكثرية الاسماء السائدة حينها محمود واحمد ومحمد وعلي وعمر وعثمان وعبدالرحمن وعبدالحافظ وابو عبيده. وابو بكر ووو …. وتميزهم كذلك بصفات وسمات اخلاقية تملأها روح المحبة والالفة والرحمة والتعاون وحب لاخيك ماتحبه لنفسك وهلما جر… من الخصال الحسنة والحميدة التي تربى عليها ذلك الجيل من الخلق الرفيع والامانة والتواضع والوفاء والكرم والجود والشجاعة والاقدام وووو وغيرها,, بالاضافة الى وقوعهم ببعض السلبيات كونهم ليسوا بملائكة لا يخطئون ,ولكنهم كانوا يتداركون الخطأ ويتشاورون لاصلاحه ويجعلون منه سلما للصعود وبلوغ اعلى درجات المجد والرفعه والسمو وتميزهم السمعة الطيبة بين افراد مجتمعهم.
ولو عرجنا قديما وتحدثنا عن واقع العلم والتعليم لوجدنا سابقا ان طالبا في الصف الثاني الأبتدائي وهذه حقيقة مرت بجميع من عاش تلك المرحلة لديه القدرة على فك الخط والقراءة بطلاقة وصاحب ذلك حبه للتعليم مقرونا بتربية اسرية خالصة فتجده يذهب لتلقي العلم طوعا وحبا فيه وساهم ذلك بعدها بتخرج اجيال واجيال من ذلك العصر بلغت بعلمها اعلى المراتب والدرجات ..

بينما نجد الاختلاف واضحا في وقتنا الحاضر عما سبق فلو نظرنا الى مفهوم الاسماء والمسميات والصفات ذكورا واناثا في واقعنا لوجد الواحد منا نفسه وهو يسمع المنادي وهو ينادي في الصفوف الدراسية او في العيادات والمستشفيات او في اماكن لتوزيع المعونات او الاماكن الاخرى وكانه يعيش خارج نطاقه الجغرافي فيسمع العجب العجاب ويتفاجئ عند سماعه باسماء اقترنت بشخصيات اخذتها بعض الاسر من مسلسلات تركية وجعلت من الممثل او الممثلة التركية نسيبا لها ومنها ريماس, لميس, ريتاج ,هيما, يزن ,آلاء, لاراء ,مهند ,تالين, دانيل وغيرها من الاسماء الاخرى ولن يتفاجئ الواحد منا بذلك وحسب بل وبطبيعة الصفات والسمات للجيل الجديد إلا من رحم الله والتي تحمل في طياتها الكثير من الانكسار وعدم اللامبالاه وقلة الاحترام لمن هم اكبر سنا وملئت قلوبهم بالحقد والكراهية والغيبة والنميمة والبعض الآخر كذلك اعتاد على الشتم والسب بافضع الالفاظ البذيئة التي يبغضها المجتمع في الفترة الماضية, بينما تجد بالمقابل ايضا جزء من هذا الجيل من يتصف ويتحلى بالأيجابيات الحسنة ويعمل بها حتى اللحظة.

ولو نظرنا لواقع العلم والتعليم حاليا لوجدنا مثلا طالب في الثانوية العامة ولم نقل الأبتدائية كالجيل القديم بل نكررها الثانوية العامة لايجيد القراءة فتجده يذهب الى المدرسة متاففا وحاملا بين يديه دفتر او دفترين قد دار عليهم الحول وتاكلت بالعرق المتصبب من يديه ويضعهم نهاية الدوام في دُرجه الخاص بالصف الى اليوم الثاني لكي لا تشغله في سيره او لكي لايعلم احد بانه مازال يتعلم, ويتصف فوق ذلك كله بصفات بذيئة دائما وهي على لسانه صباحا ومساء وعلى مراى ومسمع من معلميه نهارا ومن اسرته ليلاً,وعبارات اخرى مليئة باللعن والشتم وسب الدهر وهلما جر…..

بالاخير نطلقها نصيحة لجميع الآباء والامهات,,
تفقدوا ابناؤكم,
عالجوا جراحهم,
ضموهم بين ذراعيكم,
كونوا لهم مقربين,
اغرسوا فيهم القيم والاخلاق والعادات والتقاليد الحسنة, احكوا لهم واقعكم الذي عشتوه والمليء بالمحبة والالفة وحب الخير للغير ونبذ الفرقة ,
راقبوا تصرفاتهم اليومية, احموهم من جلساء السوء والسهر خارج المنزل برفقتهم الى اوقات متاخره من الليل,
احرسوهم جيدا من الذئاب المفترسة التي تحوم حولهم في كل مكان ويبحثون عن وسيلة ليتم استقطابهم فيها, لتبدأ بعدها مرحلة بث السم في عروقهم دون رحمة او شفقة وهدفهم اخراجهم عن الدين والمله……
فلا ينفع الندم حينها….

وللحديث بقية………

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى