لحج.. حيث يُسجن الصوت وتُعدم الحقيقة

مقال : هند العمودي

في الوقت الذي يناضل فيه العالم من أجل ترسيخ حرية الرأي والتعبير ما زالت محافظة لحج تغرد خارج هذا السرب وكأنها تعيش في زمن معادٍ لكل القيم الحقوقية والإنسانية هنا، الكلمة الصادقة تُعتبر جريمة والصورة التي تكشف فسادًا تصبح سببًا في الملاحقة والرأي الحر يتحول إلى تهمة تستدعي العقاب…

نحن أربعة صحفيين وناشطين إعلاميين لكل منا قصته لكن جميعنا التقينا في ساحة واحدة: ساحة القمع كتبنا، انتقدنا، صورنا، نقلنا معاناة الناس، ووقفنا في وجه الفساد دون خوف لم نرتكب جريمة سوى أننا اخترنا أن نكون صوت المواطن الذي أُرهق من الفساد والظلم والتجاهل.

لكن ماذا كان مصيرنا؟

لم نجد تقديرًا، ولا حتى حقًا في الاختلاف فتم تقديم بعضنا إلى نيابة الأموال العامة ومنّا من اقتيد إلى أقسام الشرطة كأننا عصابة خارجة عن القانون ومنّا من زُج به في السجون لأن قلمه تجاوز “الخطوط الحمراء” التي يضعها الفاسدون لحماية مصالحهم…

في لحج حرية الصحافة ليست مكفولة بل يتم سحقها بكل وقاحة النقد ممنوع، وطرح الحقائق مرفوض، ومن يتحدث يُعاقَب. ..

نحن لا نكتب اليوم لنشكو بل لنُدين لن نسمح أن تمر هذه الممارسات بصمت إن محاولة إخراس الأصوات الحرة لن تُسقط الحقيقة بل ستفضح حجم القمع المتجذر نحن نُلاحَق لأننا اخترنا الانحياز للمواطن لا للمسؤول لأننا كشفنا فسادهم ولأننا عرّينا ممارساتهم، أرادوا إخفاءنا.

نقولها بصوت عالٍ: سُجونكم لن تكسر أقلامنا وملاحقتكم لن تُخرس أصواتنا الصحافة ستبقى والحق سيعلو مهما حاولتم دفنه نحن مستمرون، ليس لأننا شجعان فحسب، بل لأن هذه رسالتنا، وهذه مسؤوليتنا.

وإلى كل من يظن أن تكميم الأفواه سيحميه، نقول: حرية الكلمة أقوى من قيودكم والحقيقة لا تموت.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى