عبدالكافي علم من أعلام مدينة التواهي

كل ماذكره أبو فهد إبن جعفر صحيح وعبر عن مشاعرنأ جميعا

فعبدالكافي كان مزعج أي نعم ولكننا جميعا نحبه ,,,,,وقد تعرض خلال حياته بالتواهي الى كل الأنواع من الإصابات ,,,,فأكثر من مرة سقط من مكان مرتفع وأنكسرت يده أكثر من مرة وصدمته السيارات وبعض الناس كان يعتدي عليه ,,,,

ولكنه لم يغادر التواهي حبه الأزلي ,,,,

ففي عام 1975م كنت موظفا في مصلحة ميناء عدن وجاءت بي التنقلات الداخلية الى رصيف السياح وأصبحت أحد مفتشي رصيف السياح وكنت أناوب في جميع الأوقات وفقا لجدول معمول لنا جميعا من قبل مدير رصيف السياح ,,,,

وكان عبدالكافي يزور رصيفنا بشكل يومي وليس له وقت محدد أحيانا يزورنا الساعة الثانية منتصف الليل ولكنه يزورنا أكثر من مرة أحيانا ,,,,,

وينام في أي مكان وقت أن يأتيه النعاس فهو لايبالي ولا يبحث عن سرير نظيف وفراش ناعم ومخدة فقد تعود جسمه على الأرض وأي أرض المهم إنها بالتواهي !!!!!!! ,,,,,,

وكان يحسن الحديث ويتكلم بحماسة ويدخل في نقاش مع البعض حتى لو أبدوا إمتعاضهم من دخوله وإقحام نفسه في نقاش معهم ,,,,,فلا يعيرهم أي أذن صاغية حتى لو طابوا منه ذلك ويستمر حتى لو أعتدى عليه أحدهم ,,,,,فهو يفعل ما يريد ومتى يريد وكيفما يريد ,,,,,,,,

رجل غريب الأطوار مظهره متناقض مع ثقافته ومعرفته لعدة لغات ,,,,فهو لا يلتزم بأي توجيهات أو تعليمات أو تهديدات فهو لا يخاف أبدا مهما فعل به (بضم الفاء ) ولا يهتم بما سيأكل بل إهتمامه بمزاجه فقط مما يجعله يترنح ويفقد توازنه في كثير من الأحيان في الشوارع ,,,,,,,,

نتذكره كأحد معالم التواهي وآثارها والشئ العجيب إنه يعرف كل صغيرة وكبيرة تحدث في التواهي ويعرف الناس بأسمائهم وموقع مساكنهم ولا يذهب لطلب المساعدة لأي كان بل كان يذهب لشخصيات محددة تعطيه وتساعده أحيانا دون أن يطلب أو يتوسل وهذا أيضا نادر الحدوث فهو لا يريد مالا كثيرا ولا يكنز أبدا فقد كان قنوعا فإذا حصل على حق المزاج ذلك اليوم يكتفي ويمارس طقوسه ولا يذهب الى شخص آخر حتى ولو يشعر إنه سيعطيه ولن يرده !!!!!!!!

,,,,,كما أن شباب التواهي يحبوه ,,,,,هذا يطلب له الغداء وهذا يجلس بجانبه فيطلب له العشاء وهذا يمنحه قليل من القات وذاك يمنحه مبلغ مالي ,,,,,فكان دائما يحصل على مايريد دون أن يعرض نفسه للإهانه ,,,,,,

في بعض الأحيان كان يفقد بوصلته ويتحدث مع ناس لا يعرفهم ومن خارج التواهي يلتقي بهم في بار أو رصيف السياح فكانوا يعتقدونه متسولا فيصرخوا في وجهه ,,,,,وهو لا يخاف منهم ويستمر بمضايقتهم الى أن يتعرض للأذى منهم ولكنه لا يشتكي ولا يبكي فقد كان يحمل ويتحمل جراحه وأذيتهم ويسب لهم فقط ولا يدافع عن نفسه ,,,,,,,,

لا أدري ماذا نقول عنه فكل مايفعله بنفسه لم يتغير أو يتبدل سنييييييين طويلة ومهما حصل له بالتواهي فلا يذهب الى منطقة أخرى

ولم يتغير لإنني عشت في التواهي سنوات طويلة أكثر من ثلاثين عاما وتكونت لي صداقات كثيرة ولم أر عبدالكافي تغير يوما طوال تلك السنين ,,,,,

لم اره يلبس لبسا نظيفا أو يبطل التسكع في الحواري والشوارع والأماكن المختلفة أو يبقى يوما صاحيا الى أن مات على أرض محبوبته التواهي في أحد المواقع التي تعود أن ينام فيها ,,,,,

رحمة الله تغشاه ,,,,,فهو لا تقدر تقول عليه مجنونا فاقدا عقله ولا تقدر تقول عليه عاقل ,,,,,,,,,,

الله يرحمه برحمته التي وسعت كل شئ

تحياتي ,,,,,

أخوكم /بدر حمود محمد ,,,,,الأحد 8 يناير 2023م الموافق 15 جماد الآخر 1444ه

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى