خصلة شعر تكشف أسرار المرض العصبي القاتل

أبين ميديا /متابعات /وائل زكير
في خطوة واعدة نحو التشخيص المبكر لمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، اكتشف باحثون في الولايات المتحدة الأمريكية أن خصلة شعر واحدة قد تحمل علامات كيميائية حيوية فريدة تشير إلى إصابة الشخص بهذا المرض العصبي التنكسي قبل سنوات من ظهور الأعراض. هذه التقنية غير الجراحية قد تحدث ثورة في رعاية المرضى وتزيد فرص بقائهم على قيد الحياة.
تفاصيل الدراسة
التصلب الجانبي الضموري هو مرض يصيب الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، ويؤدي إلى ضعف تدريجي في العضلات وفقدان الحركة. عادةً ما يستغرق التشخيص في الولايات المتحدة 10 إلى 16 شهرًا بعد ظهور الأعراض، بينما يبلغ متوسط العمر المتبقي للمصابين حوالي ثلاث سنوات، مع نسبة قليلة تعيش أكثر من 10 أو حتى 20 عامًا.
الباحثون استخدموا تقنية ليزر متقدمة تُعرف باسم “مطياف الكتلة البلازمية المقترن بالحث والاستئصال” لتحليل خصلة شعر واحدة من كل مشارك. الدراسة شملت 391 شخصًا، منهم 295 مريضًا و96 فردًا صحيًا، حيث تم قياس 17 عنصرًا مثل النحاس والزنك والكروم والنيكل. النتائج كشفت أن مرضى ALS يظهرون اختلالات واضحة في استقلاب المعادن، ما يوفر “بصمة” مميزة للمرض.
أهمية الاكتشاف
أحد أبرز المؤلفين، الدكتور مانيش أرورا، أوضح أن التشخيص المبكر يمكن أن يقلل العبء النفسي والجسدي على المرضى وعائلاتهم، ويساعد في بدء العلاجات الداعمة والأدوية بشكل أسرع. كذلك، يمكن أن يوفر هذا الاختبار أداة جديدة لتقييم فعالية الأدوية في التجارب السريرية وتطوير علاجات مبتكرة.
وأضاف الدكتور إيليجاه ستوميل من جامعة دارتموث أن تحليل خصلات الشعر يمكن أن يكشف عن اختلال تنظيم المعادن في الجسم قبل سنوات من ظهور الأعراض، وهو ما قد يكون مفتاحًا لفهم آليات التنكس العصبي.
يعمل الفريق البحثي الآن على تطوير اختبار قابل للتطبيق سريرياً، يمكنه مساعدة الأطباء على استبعاد أو تأكيد إصابة المرضى بدقة من خلال خصلة شعر واحدة فقط. مع استمرار التطوير، من المتوقع أن يمتد هذا الاختبار ليشمل الأفراد الذين لم تظهر عليهم الأعراض بعد، ما يمنحهم فرصة لبدء الرعاية المبكرة وتحسين نوعية حياتهم وربما إطالة فترة بقائهم على قيد الحياة، وفقا لمجلة “نيوزويك”.
البحث الجديد يفتح آفاقاً غير مسبوقة في مجال التصلب الجانبي الضموري، ويعد نموذجاً لكيفية استخدام علامات بسيطة، مثل خصلات الشعر، كأداة تشخيصية غير جراحية وفعالة لمتابعة صحة المرضى ومواجهة أحد أكثر الأمراض العصبية تحدياً.








